كتاب تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة (اسم الجزء: 2)

سورة الشورى
قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} 1
في إعراب (كمثله) وجوه. أحدها: أن الكاف صلة زيدت للتأكيد، قال أوس بن حجر2:
ليس كمثل الفتى زهير ... خلق يوازيه في الفضائل
وقال آخر3:
..... ..... ..... ..... ... ما إن كمثلهم في الناس من بشر
وقال آخر4:
وقتلى كمثل جذوع النخيل ... ..... ..... ..... .....
فيكون (مثله) خبر ليس، واسمها (شيء) وهذا وجه قوي حسن، تعرف العرب معناه في لغتها، ولا يخفى عنها إذا خوطبت به، وقد جاء عن العرب أيضا زيادة الكاف للتأكيد في قول بعضهم5:
__________
1 سورة الشورى، الآية: 11.
2 لم أقف على البيت في ديوانه المطبوع، وهو في البحر المحيط (7/488) ، والدر المصون (9/545) .
3 لم أقف على قائله، وصدره: سعد بن زيد إذا أبصرت فضلهم.
وقد أورده جماعة من المفسرين، منهم الماوردي في النكت (5/195) ، والسمعاني في تفسير القرآن (5/66) ، وابن عطية في المحرر (14/207) ، وأبو حيان في البحر (7/489) ، والسمين في الدر المصون (9/545) وعند هؤلاء جميعاً (من أحد) بدل (من بشر) .
4 هو أوس بن حجر، وعجز البيت: تَغَشَّاهمُ مُسْبِلٌ منهمرْ. وهو في ديوان الشاعر، ص 30 وفي جامع البيان (21/509) ، وفي المحرر الوجيز (14/207) ، والبحر المحيط (7/488) .
5 البيت لخطام المجاشعي، وهو في كتاب سيبويه (1/32) ، والخصائص (2/368) ، وشرح المفصل (8/42) ، ورصف المباني، ص (273) . وصاليات: أثافي القدر؛ لأنها صليت النار، أي وليتها وباشرتها. ككما يؤثفين، أي: كمثل حالها إذا كانت أثافي مستعملة. انظر كتاب سيبويه (1/32) حاشيته.

الصفحة 37