كتاب تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة (اسم الجزء: 2)

وصَالياتٍ ككما يُؤَثْفَينْ ...
وقول الآخر1:
فأصبحت مثل كعصف مأكولْ ...
الوجه الثاني: أن الزائد (مثل) أي: ليس كهو شيء. وهذا القول بعيد؛ لأن (مثل) اسم، والقول بزيادة الحرف للتأكيد أولى من القول بزيادة الاسم.
الوجه الثالث: أنه ليس ثَمَّ زيادة أصلاً، بل هذا من باب قولهم: مثلك لا يفعل كذا، أي: أنت لا تفعله، وأتى بمثل للمبالغة، وقالوا - في معنى المبالغة هنا - أي: ليس لمثله مثلٌ، لو فُرض المثل، فكيف ولا مثل له.
وقيل غير ذلك، والأول أظهر2.
قال تعالى: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} 3 الاستثناء
__________
1 الرجز مختلف في نسبته، فمنهم من ينسبه لحميد الأرقط، ومنهم من ينسبه لرؤبة بن العجاج، وهو في كتاب سيبويه (1/408) ، والكشاف (3/463) ، والخزانة (7/73) ، والبحر المحيط (7/489) ، والدر المصون (1/155) وفي بعض هذه المراجع (فصيروا) بدل (فأصبحت) .
2 شرح العقيدة الطحاوية، ص (57، 121-124) .وقد ذكر طائفة من العلماء بعض الأوجه التي ذكرها المؤلف هاهنا. انظر تأويل مشكل القرآن، ص (250) ، ومعاني القرآن وإعرابه (4/395) ، وجامع البيان (21/508، 509) ، وإعراب القرآن (4/74) ، والصاحبي، ص (145) ، والكشاف (3/463) ، والبيان في غريب إعراب القرآن (2/345) ، والتبيان في إعراب القرآن (2/1131) ، والبحر المحيط (7/488، 489) . وأتى السمين بكل الأوجه التي ذكر المؤلف هنا، وزيادة. انظر الدر المصون (9/543-546) وأقرب ما يكون توجيه المؤلف واعتراضاته إلى ما في البحر، وما في الدر المصون. فلعله اطلع عليهما.
3 سورة الشورى، الآية: 23.

الصفحة 38