كتاب تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة (اسم الجزء: 2)

إِلَهاً آخَرَ} 1، وقال تعالى: {وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً} 2، ونظائره كثيرة، فكذا قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً} 3.
__________
1 سورة الإسراء، الآية: 39.
2 سورة الزخرف، الآية: 19.
3 شرح العقيدة الطحاوية، ص (182) . والمؤلف يريد أن يرد على المعتزلة الذين يجعلون (جعل) في هذه الآية بمعنى خلق، ليصلوا من وراء ذلك إلى أن القرآن مخلوق، وقد فعلها الزمخشري المعتزلي في كشافه (3/477) ، وخطأه السمين في الدر المصون (9/571) . وانظر إعراب القرآن للنحاس (4/97) ، والوسيط للواحدي (4/63) ، والمحرر لابن عطية (14/240) ، والبحر لأبي حيان (8/6) ، فكل هؤلاء الأئمة يقولون: (جعلناه) بمعنى صيرناه، أو سميناه. وقال الزجاج ـ في معاني القرآن (4/405) ـ: معناه إنا بيناه قرآناً عربياً. وقال ابن جرير ـ في جامع البيان (21/565) ـ: إنا أنزلناه قرآناً عربياً بلسان العرب. وقد بحث شيخ الإسلام هذه المسألة في كثير من كتبه منها مجموع الفتاوى (16/385-387) ، ونقل عن أئمة التفسير المتقدمين تفسير جعل بما قال أهل السنة والجماعة
سورة الجاثية
قوله: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} 4 إنكار على مَنْ حَسِبَ أنه يفعل هذا، وإخبار أن هذا حكم سيئ قبيح، وهو مما ينزه الربُّ عنه5.
قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} 6 أي: عبد ما تهواه نفسه7.
__________
4 سورة الجاثية، الآية:21.
5 شرح العقيدة الطحاوية، ص (661) . ونحو تفسير المؤلف في الوسيط (4/98) ، والجامع لأحكام القرآن (16/165) ، وإرشاد العقل السليم (8/72) .
6 سورة الجاثية، الآية:23.
7 شرح العقيدة الطحاوية، ص (235) . وانظر جامع البيان (22/76) ، والنكت والعيون (5/265) ، والوسيط (4/99) ، وتفسير القرآن للسمعاني (5/141) ، ومعالم التنزيل (4/159، 160) ، ورجح الطبري التفسير الذي ذكره المؤلف على غيره.

الصفحة 40