كتاب تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة (اسم الجزء: 2)

سورة الأحقاف
قال تعالى: {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} 1 أي: متقدم في الزمان2.
قوله تعالى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى الاّ مَسَاكِنُهُمْ} 3 مساكنهم شيء، ولم تدخل في عموم كل شيء دمرته الريح؛ وذلك لأن المراد: تدمر كل شيء يقبل التدميرَ بالريح عادة، وما يستحق التدمير4.
__________
1 سورة الأحقاف، الآية: 11.
2 شرح العقيدة الطحاوية، ص (77) . ونحو هذا التفسير في جامع البيان (22/109) ، والمحرر الوجيز (15/16) ، والبحر المحيط (8/59) .
3 سورة الأحقاف، الآية: 25.
4 شرح العقيدة الطحاوية، ص (181) . وكون الآية من العام المراد به الخصوص قاله جماعة من المفسرين، منهم ابن عطية في المحرر الوجيز (15/34) ، وابن جزي في التسهيل (4/79) ، والثعالبي في الجواهر الحسان (4/213) .
سورة الفتح
أجابوا عن الاستثناء الذي في قوله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} 5 بأنه يعود إلى الأمن والخوف، فأما الدخول فلا شك فيه. وقيل: لتدخلن جميعكم أو بعضكم؛ لأنه علم أن بعضهم يموت.
وفي كلا الجوابين نظر6، فإنهم وقعوا فيما فروا منه، فأما الأمن والخوف فقد أخبر أنهم يدخلون آمنين - مع علمه بذلك - فلا شك في الدخول، ولا في الأمن، ولا في دخول الجميع أو البعض، فإن الله قد علم من يدخل فلا شك فيه
__________
5 سورة الفتح، الآية:27.
6 انظر روح المعاني (26/121) ففيه أن بعض الأئمة قد اعترض على هذا التوجيه.

الصفحة 41