كتاب الآثار التربوية لدراسة اللغة العربية

ومن أحسن ما يعين على حفظ أصول العلوم نظمها في أبيات أدبية يسهل حفظها ويأنس الطالب بترديدها؛ ولذلك قد عني العلماء بنظم أصول كثير من العلوم في منظومات شعرية بديعة، مثل الشاطبية في القراءات السبع المتواترة عن الأئمة القراء السبعة: نافع، وابن كثير، وأبي عمر، وابن عامر وعاصم، وحمزة، والكسائي. والتي نظمها الإمام القاسم بن فِرة بن خلف بن أحمد الشاطبي والتي مطلعها 1:
بدأت باسم الله في النظم أولاً ... تبارك رحماناً رحيماً وموئلاً
وثنيت صلى الله ربي على الرضا ... محمد المهدي إلى الناس مرسلاً
ومنها قوله:
وبَسْمِلْ بين السورتين بسنة ... رجال نموها دربة وتحملا
ووصلك بين السورتين فصاحة ... وَصِل واسكُتَنَّ كل جلاياه حصلا
وهذه القصيدة فضلاً عن أنها حوت القراءات السبع المتواترة، تعتبر من عيون الشعر بما اشتملت عليه من عذوبة الألفاظ، ورصانة الأسلوب، وجودة السبك وحسن الديباجة، وجمال المطلع والمقطع، وروعة المعنى وسمو التوجيه، وبديع الحكم وحسن الإرشاد 2.
وفي تجويد القرآن الكريم هناك متن الجزرية، نظم الإمام محمد بن محمد الجزري والتي مطلعها 3:
يقول راجي عفو رب سامع ... محمد بن الجزري الشافعي
الحمد لله وصلى الله ... على نبيه ومصطفاه
__________
1 الشاطبي، متن الشاطبية، المسمى حرز الأماني ووجه التهاني.
2 المرجع السابق، ص (أ) مقدمة المحقق محمد تميم الزعبي.
3 محمد بن الجزري، منظومة المقدمة فيما يجب على قارئ القرآن أن يعلمه.

الصفحة 482