كتاب تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة (اسم الجزء: 2)

والمراد بالظهور هنا: العلو، ومنه قوله تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ} 1 أي: يعلوه2.
فهذه الأسماء الأربعة متقابلة: اسمان منها لأزلية الرب سبحانه وتعالى وأبديته، واسمان لعلوه وقربه3.
قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ} 4 وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ} 5 وقال تعالى: {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ} 6 وقال تعالى: {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي} 7 والمراد بالبينة ما يُبيّن الحق من شهود، أو دلالة8.
__________
1 سورة الكهف، الآية: 97.
2 هذه الآية مع معناها قد تقدم نقلهما في سورة الكهف. وما ذكره المؤلف في معنى الآية والحديث هو في مجموع فتاوى شيخ الإسلام (6/208) ويبدو أن المؤلف اطلع عليه.
3 شرح العقيدة الطحاوية، ص (376، 377) .
4 سورة الحديد، الآية: 25.
5 سورة النحل، الآية: 43،44.
6 سورة البينة، الآية: 4.
7 سورة الأنعام، الآية: 57.
8 التنبيه على مشكلات الهداية، ص (713) تحقيق أنور. وانظر المفردات، ص
(68، 69) ، وعمدة الحفاظ (1/ 287، 288) .

الصفحة 49