كتاب تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة (اسم الجزء: 2)

سورة المزمل
اختلف المفسرون في قوله تعالى: {فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} 1على قولين. أحدهما: أن المراد القراءة في الصلاة. والثاني: أن المراد القراءة نفسها2. وهذا القول أظهر بدليل عطف الصلاة عليها - في آخر الآية - بقوله: {فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} 3.
__________
1 سورة المزمل، الآية: 20.
2 ذكر القولين الماوردي في النكت والعيون (6/ 133) .
3 التنبيه على مشكلات الهداية، ص (180) تحقيق عبد الحكيم. وما رجحه المؤلف قوي جداً، وهو ظاهر القرآن.
سورة المدثر
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} 4 من أوّل ما نزل من القرآن بمكة حين أُمر بالإنذار، لما آتاه الملك بالرسالة، وهو في غار حراء، فرجع إلى أهله وهو يقول دثروني، فنزل5 {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} 6 قال أهل التفسير: قم فأنذر كفار مكة {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} أي: فعظمه عما تقوله عبدة الأوثان7 {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} قال قتادة ومجاهد: نفسك فطهر من الذنب، فكنى عن النفس بالثوب. وهو قول
__________
4 سورة المدثر، الآيات: 1-3.
5 أخرج سبب نزول الآيات الإمام البخاري في صحيحه ـ مع الفتح ـ برقم (4925) ، والإمام مسلم في صحيحه برقم (161) .
6 سورة المدثر، الآيات: 1-5.
7 ما ذكره في معنى الآيتين قاله البغوي في معالم التنزيل (4/ 413) ونحوه في جامع البيان (24/ 9) ، وتفسير القرآن للسمعاني (6/ 89) .

الصفحة 55