كتاب تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة (اسم الجزء: 2)

وقال عكرمة: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} قال: من النعيم {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} قال: تنظر إلى ربها نظراً1. ثم حكى عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مثله2. وهذا قول كل مفسر من أهل السنة والحديث3. ‍‍ ‍ ‍ ‍ ‍ ‍ ‍ ‍ ‍
__________
1 أثر عكرمة أخرجه الإمام الطبري ـ في جامع البيان (24/72) ـ وعبد الله بن أحمد في كتاب السنة (1/261) عن عكرمة {نَاظِرَةٌ} قال: تنظر إليه نظراً. وقال محققه: إسناده صحيح. وأخرجه الآجري في الشريعة، ص (256) . ووصف الحافظ ـ في الفتح (13/424، 425) ـ سند ابن جرير بالصحة.
2 لعله يعني الذي أخرجه الآجري في الشريعة، ص (257) عن عكرمة قال: قيل لابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: كل من دخل الجنة يرى الله عز وجل؟. قال: نعم. قلت: سنده ضعيف لضعف إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني. انظر التقريب رقم (166) .
3 شرح العقيدة الطحاوية، ص (208 -210) . ومن أول ما ذكر المؤلف ـ في تفسير هذه الآية ـ إلى هنا في كتاب حادي الأرواح، ص (336، 337) ومسألة الرؤية مجمع عليها بين أهل السنة لهذه الآية ولغيرها من الآيات والأحاديث الصحيحة الثابتة، ولم يخالف فيها إلا الجهمية والمعتزلة، ومن اتبع سبيلهما من المبتدعة. وإن شئت مزيد بيان حول هذه المسألة فانظر صحيح البخاري (13/419) ، وكتاب التوحيد وإثبات صفات الرب، ص (172) وما بعدها، وكتاب السنة لعبد الله بن أحمد (1/229) وما بعدها، وجامع البيان (24/71-73) ، ومعاني القرآن وإعرابه (5/253) ، وإعراب القرآن (5/84-92) ، ونكت القرآن الدالة على البيان، ص (448) ، والشريعة للآجري، ص (251) وما بعدها، وتفسير القرآن لأبي الليث (3/427) ، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/454) وما بعدها، والوسيط (4/393) ، وتفسير القرآن للسمعاني (6/106) وما بعدها، ومعالم التنزيل (4/424) ، وتفسير القرآن العظيم (4/451) .
سورة الدهر
قال تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} 4 والمراد
__________
4 سورة الدهر، الآية: 3.

الصفحة 59