كتاب تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة (اسم الجزء: 2)

سورة التكوير
قال تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} 1 وهذا وصف جبريل، بخلاف قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ} 2 الآيات، فإن الرسول هنا هو محمد صلى الله عليه وسلم 3.
__________
1 سورة التكوير، الآيات: 19-21.
2 سورة الحاقة، الآية: 40، 41.
3 شرح العقيدة الطحاوية، ص (432) . والمؤلف مشى على المشهور الواضح في تفسير الرسول الكريم في الآيتين، وهو قول جمهور المفسرين. انظر تفسير القرآن للسمعاني (6/169) ، والمحرر الوجيز (16/242) ، وزاد المسير (8/354) ، والبحر المحيط (8/321،425) ، والتسهيل (4/347) ، وفتح القدير (5/387) ، وروح المعاني (29/65) (30/76) ، وأعرض كثير من المفسرين عن ذكر الخلاف في الآيتين كأنه لم يره شيئاً. ومن هؤلاء ابن جرير في جامع البيان (23/569) (24/258) ، والبغوي في معالم التنزيل (4/390، 453) ، وابن كثير في تفسيره (4/418، 480) .
سورة الانشقاق
روى البخاري - رحمه الله، في صحيحه - عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك" فقلت: يا رسول الله، أليس قد قال الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً} 4 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما ذلك العرض، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب" 5 يعني أنه لو ناقش في حسابه لعبيده لعذبهم، وهو غير ظالم لهم،
__________
4 سورة الإنشقاق، الآية: 7، 8.
5 أخرجه الإمام البخاري في صحيحه ـ مع الفتح ـ في مواضع منها برقم (4939) , و (6536) و (6537) . وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه برقم (2876) .

الصفحة 63