كتاب تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة (اسم الجزء: 2)

إذاً - لغير من خُلق من التراب1.
__________
1 شرح العقيدة الطحاوية، ص (419، 420) . والمؤلف ذكر هذا التفسير على قول من يرى تفضيل الأنبياء وصالحي البشر على الملائكة. وهي مسألة من بدع علم الكلام، التي لم يتكلم فيها الصدر الأول من الأمة، ولا من بعدهم من أعلام الأئمة، ولا يتوقف عليها أصل من أصول العقائد. نقل المؤلف هذا الكلام القيم عن بعض الأئمة، ص (413) .
سورة الكوثر
روى الإمام أحمد، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة، فرفع رأسه متبسِّماً، إما قال لهم، وإما قالوا له: لم ضحكت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه نزلت عليَّ آنفاً سورة" فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} 2 حتى ختمها، ثم قال: "هل تدرون ما الكوثر؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال:"هو نهر أعطانيه ربي - عز وجل - في الجنة، عليه خير كثير، ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد الكواكب، يختلج3 العبد منهم، فأقول: يا رب إنه من أمتي، فيُقال لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك" 4.
ورواه مسلم5، ولفظه: "هو نهر وعدنيه ربي، عليه خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة" 6.
__________
2 سورة الكوثر، الآية: 1.
3 يختلج، أي: يجتذب ويقتطع. انظر النهاية في غريب الحديث والأثر (2/59) (خلج) .
4 مسند الإمام أحمد (3/102) .
5 صحيح مسلم، الحديث رقم (400) ، وكذلك رواه البخاري مختصراً. انظر صحيحه ـ مع الفتح ـ رقم (6580، 6581، 6582) .
6 شرح العقيدة الطحاوية، ص (279) .

الصفحة 67