كتاب حمد الله ذاته الكريمه في آيات كتابه الحكيمة

- مستحسنة وإن كان في الممدوح نقص ما، أما الحمد فإنّه لايكون إلا للفاعل المختار على كون الصفات المحمودة له صفات كمال، كما يكون صادراً عن علم لا عن ظن؛ وعلى ما يكون منه من نعمة أو إحسان.
- وبهذا يقال في الفرق بين هذه الثلاثة: المدح أعمّ من الحمد؛ والحمد أعمّ من الشكر (1) .
- وعلى ما سبق بيانه فإنّ قول القائل: (الحمد لله) يعني الثناء على الله ـ تعالى ـ بصفاته الذاتية الكاملة التي لا يشوبها نقص؛ وبنعمه التي لا تعدّ ولاتحصى.
- ولهذا فإنّ (أل) التعريف في (الحمد) هي لاستغراق جميع أفراده، واللام في (لله) لام الملك والاختصاص أو الاستحقاق، فجميع أفراد الحمد مختصة بالله تعالى؛ إذ هو المنعم الكامل في صفاته؛ وحمد غيره لا اعتداد به؛ لأنّ ما صدر منه من نعمة فإنما مرجعها حقيقة إلى الله تعالى، وهو سبحانه الذي أجراها على يديه. فالحمد الكامل الخالص لايكون إلا لله تعالى وهو المستحق له دون سواه (2) .
وقد دلّ إعراب هذه الجملة الكريمة ـ أيضاً ـ إلى هذا المعنى؛ فقد أشار
__________
(1) انظر: تفسير البغوي ج1 ص39؛ الكشاف للزمخشري ج1 ص7؛ النكت والعيون للماوردي ج1 ص55؛ التفسير الكبير للفخر الرازي ج12 ص142؛ البحر المحيط لأبي حيان ج1 ص18؛ زاد المسير لابن الجوزي ج1 ص11؛ المفردات للراغب الأصفهاني ص 131؛ لسان العرب لابن منظور ج3ص156-157؛ مختار الصحاح للرازي ص153؛ فتح القدير للشوكاني ج1 ص68.
(2) انظر: تفسير ابن جرير الطبري ج7 ص82؛ تفسير البغوي ج1 ص39؛ فتح القدير للشوكاني ج1 ص68؛ أضواء البيان للشنقيطي ج1 ص101.

الصفحة 17