كتاب معجم المؤلفات الأصولية الشافعية المبثوثة في كشف الظنون وإيضاح المكنون وهدية العارفين

وَقد اقتصرت على هَذِه المؤلفات لظني أَنَّهَا قد استوعبت وحوت جُل الْكتب الْأُصُولِيَّة عُمُوما وَالشَّافِعِيَّة مِنْهَا خُصُوصا؛ وَذَلِكَ لتأخر وَفَاة مؤلفيها، بِخِلَاف كتب الطَّبَقَات وَمَا شابهها، فإنّ تأليفها والمؤلفات فِيهَا تَنْتَهِي بنهاية عصر مؤلفيها.
خطة الْبَحْث:
وَقد جعلت هَذَا الْبَحْث فِي: مُقَدّمَة، ومبحثين، وخاتمة.
أما الْمُقدمَة: فقد اشْتَمَلت على أهمية علم أصُول الْفِقْه، ونبذة موجزة عَن نشأته، وَأَسْبَاب تدوينه، كَمَا اشْتَمَلت ـ أَيْضا ـ على أهمية هَذَا الْبَحْث، والأسباب الَّتِي دفعتني إِلَى تأليفه، وخطة الْبَحْث، ومنهجي فِيهِ.
وَأما المباحثان: فَجعلت الأول مِنْهَا: فِي سرد المؤلفات الْأُصُولِيَّة الشَّافِعِيَّة عُمُوما.
والمبحث الثَّانِي: فِي ذكر الْمُتُون الْحَنَفِيَّة المشروحة من قِبَل عُلَمَاء الشَّافِعِيَّة.
وَأما الخاتمة: فقد ذكرت فِيهَا أهم نتائج الْبَحْث.
أَسبَاب التَّأْلِيف:
يُمكن أَن أجمل الْأَسْبَاب الَّتِي دفعتني لهَذَا الْعَمَل فِي أُمُور؛ أهمها:
1 - أَن الشَّافِعِي ـ رَحمَه الله تَعَالَى ـ أوّل من صنف فِي أصُول الْفِقْه، فطريقته أولى الطّرق بالاعتناء والنشر لفضله وَسَبقه، خلافًا لمن انتسب إِلَيْهِ بتأسيسه طَريقَة تخَالف ـ صَرَاحَة ـ طَريقَة الشَّافِعِي وَمن ثمَّ نسبتها إِلَيْهِ بِلَا حق.
2 - إبراز تدرج التَّأْلِيف ونموّه فِي أصُول الْفِقْه من عصر إِلَى عصر، فَمَا على المطلع إِلَّا النّظر إِلَى المصنفات الَّتِي كتبت فِي كل قرنٍ ليدرك ذَلِك، وَقد ذكرت ذَلِك التدرج والنمو فِي خَاتِمَة الْبَحْث.
3 - بَيَان مدى اهتمام الْعلمَاء بأصول الْفِقْه وَاخْتِلَاف مصنفاتهم فِيهِ مَا بَين

الصفحة 331