كتاب الحملة الأخيرة على القسطنطينية في العصر الأموي

الثاني Anstasius II 713-716 م) 1 بأن وراء هذا النشاط العسكري ما وراءه، ولذلك أرسل سفارة في سنة 95? (714م) تسعى إلى طلب الصلح وعقد هدنة بين الطرفين، وهدف آخر لها وهو تلمُّس ما وراء ذلك النشاط العسكري من مقاصد، والتحري في العاصمة الإسلامية عن ما يجري من إعداد لغزو العاصمة البيزنطية، ويذكر أن البعثة لم تظفر بما أعلن أنها جاءت من أجله، لكنها أدركت ما يخطط له المسلمون من غزو عاصمتهم، فعادت لتؤكد للحاكم البيزنطي صدق عزيمة المسلمين فيما ينوون من جهادهم وتنصح بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للدفاع عن العاصمة وصد المسلمين عنها2، فبادر عندئذ بالاستعداد للمواجهة؛ فكان من الإجراءات والاحتياطات التي اتخذها ما يلي 3:
أعلن في العاصمة عن نبأ حملة مرتقبة للمسلمين يتطلب الإعداد لها التكيف معها.
على كل فرد يعيش داخل العاصمة أن يخزن لنفسه مؤونة تكفيه لمدة ثلاث سنوات.
على كل فرد غير قادر على تدبير مؤونته أن يغادر المدينة.
عُبئت الخزائن الإمبراطورية بالقمح وما يحتاجه المدافعون من طعام.
تجديد أسوار المدينة المتداعية ولاسيما المطلة منها على البحر.
تزويد الأسوار البرية بآلات الدفاع من منجنيقات وغيرها.
أمر الإمبراطور بإعداد حملة لمهاجمة سواحل الشام بقصد عرقلة استعدادات
__________
1 المسعودي، التنبيه والإشراف ص 165.
2 عن هذه السفارة انظر العدوي، الأمويون ص 159، وفتحي عثمان، الحدود الإسلامية البيزنطية 2/ 84، ولم أجد في المصادر الإسلامية القديمة التي اطلعت عليها شيئاً عنها.
3 عن هذه الاستعدادات ينظر الذهبي، تاريخ الإسلام (80-100) ص 169، والعدوي، الأمويون ص 160، وماجد، التاريخ السياسي للدولة الأموية ص 254 وفتحي عثمان، الحدود الإسلامية البيزنطية 2/84 و Bury , Later Roman Empire, II, P. 371.

الصفحة 434