كتاب الحملة الأخيرة على القسطنطينية في العصر الأموي

سليمان [هكذا] دون تعيين، اعتماداً على المصادر الغربية1، لكن روايات شهود العيان تؤيد القول الأول، كالليث بن تميم الفارسيّ 2 الذي قال: “كنت ممن غزا على اسمه وعطائه بفيء عمر بن هبيرة إذ ولاه سليمان غازية البحر”3، وقال: إن عمر بن هبيرة لم يزل على غازية البحر حتى عزله عمر بن عبد العزيز (99-101?/717-720 م) عند القفول من القسطنطينية4، وصُرّح بإمارة ابن هبيرة على البحر في أحداث الحصار نفسها 5.
همّ الخليفة سليمان بالإقامة في بيت المقدس لجمع الناس والأموال 6، ولكنه عدل عنها إلى دابق 7 شمالاً، حيث عسكر هناك 8، ليرفع من الروح المعنوية للجند، وليكون أقرب إلى ميدان الحرب، وقد حلف أن لا يعود حتى تفتح القسطنطينية أو يموت دون ذلك 9.
__________
1 على سبيل المثال Bury, Later Roman Empire, II, P. 401
2 من مشيخة ساحل دمشق، ومن غزاة البحور، روى عنه الوليد بن مسلم روايات كثيرة عن مغازيه التي شارك فيها، في القسطنطينية وغيرها، انظر عنه: تاريخ دمشق 50/337 وما بعدها.
3 ابن عساكر: تاريخ دمشق 50/337.
4 المصدر السابق 57/131.
5 المصدر السابق 68/230-231.
6 الذهبي، تاريخ الإسلام (81-100) ص 469، وسير أعلام النبلاء 4/501.
7 دابق: قرية قرب حلب بينهما أربعة فراسخ عندها مرج معشب نزه، معجم البلدان 2/ 416.
8 المصدر السابق 2/416-417.
9 تاريخ الطبري 6/531، والذهبي، تاريخ الإسلام (81-100) ص 469، وسير أعلام النبلاء 4/501، ويذكر صاحب العيون والحدائق أن بعض العلماء أخبر سليمان أن الخليفة الذي يفتح القسطنطينية اسمه اسم نبي، ولم يكن في بني أمية من اسمه اسم نبي غيره، فطمع أن يكون هو، فاستعد وتحمس ص 24. ولم أر فيما اطلعت عليه من كتب الحديث ما يؤيد هذا القول.

الصفحة 438