كتاب الحملة الأخيرة على القسطنطينية في العصر الأموي

عشر يوماً1 وصلت مراكب المسلمين وأسطولهم البحري إلى أبيدس ومسلمة مقيم عليها عند عين ماء، عرفت فيما بعد بعين مسلمة 2.
أما طريق سير الأسطول البحري فيروي شاهد عيان كان ضمن أفراده هو الليث الفارسي أنهم انطلقوا حتى مروا بمصر فتبعوهم فمضوا جميعاً حتى طرابلس أفريقية وعلو أرض الروم حتى إذا حاذوا القسطنطينية ساروا في بحر الشام حتى دفعوا إلى خليج القسطنطينية 3، ومعنى هذا أن أسطول الشام توجه جنوباً لينضم إليه أسطول مصر، ثم اجتمع الأسطول كله ليأخذ طريقاً موحداً نحو القسطنطينية.
وعبر المسلون من أبيدس بواسطة الأسطول إلى الشاطئ الأوربي4، وكان عرض الخليج من ذلك الموضع كما يقول صاحب العيون والحدائق غلوة سهم5، وأثناء العبور تعرض البيزنطيون لبعض مراكب المسلمين فاختطفوها لكن تصدى لهم أحد القادة البحريين فأوقع بهم ـ كما في رواية شاهد العيان الليث الفارسي6 ـ. وبعد أن تم الانتقال إلى العدوة الأوربية توجهت الجيوش نحو القسطنطينية، وعند الوصول بدأ مسلمة بتنظيم الصفوف لإحكام الحصار على المدينة من ناحية البر، وعسكر عند أحد الأبواب المهمة، ونصب المجانيق عليها7، وأرست
__________
1 العدوي، الأمويون ص 163.
2 المسعودي، مروج الذهب 2/44.
3 تاريخ دمشق 50/337-338.
4 العيون والحدائق ص 26، وتاريخ دمشق 50/339.
5 ص 26، وانظر المسعودي، مروج الذهب 2/44
6 تاريخ دمشق 50/338-339، وهذه الرواية مهمة لم تذكرها المصادر والمراجع الأخرى.
7 العيون والحدائق ص 27.

الصفحة 441