كتاب الحملة الأخيرة على القسطنطينية في العصر الأموي

روايات كل من اليعقوبي1وابن كثير2 إرسال المدد، تجد روايات لدى كل من الطبري 3 وابن عساكر 4 وابن الأثير5 تنفي ذلك، في الوقت الذي تجد فيه روايات أخرى لديهم أنفسهم تثبته6.
وبعد فحصٍ وتدقيق فيما وقفت عليه من روايات في هذا الشأن، ترجح لديَّ ثبوت إرسال سليمان بن عبد الملك الأمداد إلى أخيه مسلمة في أعقاب وقعة برجان ومصاب المسلمين، عندما بعث إليه بخبرها، ومستندي في ذلك وجود رواية مصدرها شاهدا عيان هما الليث الفارسي وأبو سعيد المعيطي، جاءت روايتهما صريحة في هذا الصدد 7.
ثم إن سليمان كان مرابطاً في دابق شمالي الشام لمتابعة أخبار الحملة عن قرب، وللإمداد وقت الحاجة، لكن يبدو أنه لم يستطع في آخر المدة بعد أن اشتدت الأزمة على المسلمين أن يمدهم لحلول فصل الشتاء ببرده وثلوجه 8، ومداهمة أجله إياه رحمه الله تعالى، وإلا فقد عقد العزم على أن لا يرجع إلى دمشق حتى تفتح القسطنطينية، باذلاً في سبيل ذلك ما بذل، أو يموت، فمات هنالك 9.
وبهذا يزول التناقض الذي قد يظهر في روايات المؤرخين المشار إليها.
__________
1 تاريخ اليعقوبي 2/300.
2 البداية والنهاية 9/175، 9/184.
3 تاريخ الطبري 6/531.
4 تاريخ دمشق 22/443.
5 الكامل 4/147.
6 تاريخ الطبري 6/532، تاريخ دمشق 38/154، الكامل 4/147.
7 تاريخ دمشق 22/443.
8 العيون والحدائق ص 33.
9 البداية والنهاية9/183.

الصفحة 459