كتاب الحملة الأخيرة على القسطنطينية في العصر الأموي

موضع شك؛ لأن وفاة سليمان بن عبد الملك كانت لعشر ليال خلون من شهر صفر سنة 99?1، فيكون بين وصول مسلمة ووفاة سليمان شهر واحد وأيام، بينما استغرقت مدة الحصار على أقل تقدير - كما رأينا - سنة كاملة كان أكثرها في زمن سليمان.
كما ذكروا أيضاً أن القوات الإسلامية رفعت الحصار عن المدينة في 15 أغسطس من سنة 718 م2، ويوافق في التاريخ الهجري 13 محرم سنة 100? تقريباً 3، ومعنى هذا أن عمر بن عبد العزيز لم يأمر الجيش بالقفول إلا بعد مضي حوالي سنة من بدء حكمه، لأنه تولى في اليوم الذي توفي فيه سليمان وهو العاشر من شهر صفر سنة 99? 4، وهذا يخالف ما نصت عليه معظم المصادر من أنه أمر بالعودة سنة 99?5، ويخالف ما عرف عن عمر من حرص على حياة المسلمين وراحتهم، فلا يمكن أن يُجَمِّرَهم هذا الوقت كله بعد ولايته مع علمه بسوء حالهم.
ولتحرير مدة الحصار أقول ـ بعد استقراء وتأمل للروايات ـ: يُرجّح أن انطلاق الحملة من الشام إلى بلاد الروم كان في سنة 97?6، فقضت أغلب
__________
1 تاريخ خليفة ص 322، وتاريخ الطبري 6/546.
2 العدوي، الأمويون ص 166، والعريني، الدولة البيزنطية ص 89، وهذه التواريخ تتفق مع ما في المراجع الغربية، انظر مثلاً: Bury, Later Roman Empire, II, P.404 & Ostrogorsky, History of The Byzantine State, P. 138
3 باشا، التوفيقات 1/132.
4 تاريخ خليفة بن خياط ص 322.
5 تاريخ خليفة ص 326، وتاريخ الطبري 6/553، والعيون والحدائق ص 33 وينص على أن عمر بن عد العزيز أمر بذلك ساعة ولي، وانظر ص 39، وتاريخ دمشق 46/320
6 المسعودي، التنبيه ص 165، وابن عساكر، تاريخ دمشق 45/374 وروايته هنا عن شاهد عيان. وهذا يخالف ما ردده أكثر المؤرخين من أن انطلاق الحملة كان في سنة 98 ? انظر: تاريخ خليفة ص 321، وتاريخ الطبري 6/530، وابن الأثير، الكامل 4/146، وابن العبري، تاريخ مختصر الدول ص 196، والذهبي، العبر 1/87، وابن كثير، البداية والنهاية 9/174.

الصفحة 463