كتاب الحملة الأخيرة على القسطنطينية في العصر الأموي

- وقد ضاعف من أزمة نفاد أقوات المسلمين وحلول المجاعة بهم بعدُ خطوط اتصال الجيش الإسلامي بقيادته، للحصول على ما يحتاج إليه من التموين، ومع أن المسلمين هداهم تفكيرهم إلى زراعة الأرض، فأكلوا مما زرعوا، ومما وقع في أيديهم من غنائم من العدو1، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لسد حاجاتهم.
- أحدثت النار الإغريقية التي استخدمها البيزنطيون، والرياح الشديدة والعواصف، والتيارات المائية العاتية أضراراً بسفن الأسطول الإسلامي، ودمرت عدداً من قطعه 2، وكانت النار الإغريقية بالذات سبباً فاعلاً من الأسباب الرئيسة التي حدت من فاعلية الأسطول الإسلامي وقدرته 3.
-مناعة القسطنطينية بموقعها الجغرافي المتميز، وأسوارها العالية، وتحصيناتها القوية، ودفاعاتها المحكمة، وكثرة جيوشها.
- عدم إحكام حصار المدينة من جميع جهاتها؛ فقد ظلت ناحيتها الشمالية المطلة على القرن الذهبي والمتصلة بالبحر الأسود مفتوحة، وذلك بسبب أن التيارات المائية القوية حالت دون وصول المسلمين إليها، ولذا أصبحت تحصل على بعض إمداداتها من حقول القمح الواقعة على شواطئ هذا البحر الشمالية 4.
- مهاجمة برجان (البلغار) الذين استجاشهم اليون المسلمين من الجانب الأوربي 5، وعلى الرغم من الهزيمة القاسية التي ألحقها المسلمون بهم آخر الأمر
__________
1 تاريخ الطبري 6/530.
2 ماجد، التاريخ السياسي ص 249.
3 عمران، معالم تاريخ الإمبراطورية البيزنطية ص 97.
4 العدوي، الأمويون ص 164، وعاشور، أوربا 1/113.
5 ابن العبري، تاريخ مختصر الدول ص 197.

الصفحة 476