كتاب حمد الله ذاته الكريمه في آيات كتابه الحكيمة

مطلب:
يجيء بعد التسبيح والحمد قوله تعالى {يخرج الحيّ من الميت ويخرج الميت من الحي ويحي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون. ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم أنتم بشر تنتشرون..} الآيات (1) . وفي هذه الآيات بيان لتصرّفه تعالى في المخلوقات بالإيجاد وبالإحياء بعد الموت، مع ذكره لعدد من نعمه وآلائه، وهي بهذا تُبيّن أنّه سبحانه هو الإله المستحقّ للثناء والتقديس، فلها موقع العلّة لما قبلها من التسبيح والتحميد (2) .
لطيفة:
إنّ في تقديم (عشياً) على (حين تُظهرون) مراعاة للفواصل وتغيير الأسلوب، ولما أنّه لايجيء منه الفعل بمعنى الدخول في العشي كالمساء والصباح والظهيرة (3) . والله أعلم بمراده.
وبهذه اللطيفة أختم الكلام حول هذا الموضع من مواضع حمد الله ذاته
ولله الحمد المنة.
__________
(1) انظر: الآيات بسورةالروم من الآية (19) إلى الآية (27) .
(2) انظر: تفسير التحرير والتنوير ج 21 ص 67؛ تفسير المراغي ج 21 ص 36.
(3) انظر: تفسير أبي السعود ج70 ص 55.

الصفحة 57