كتاب حمد الله ذاته الكريمه في آيات كتابه الحكيمة

أعلى وأكبر من أن يكون له الحمد الذي ذكروه لائقاً بإنعامه؛ بل هو أكبر من حمدهم وأياديه أعلى وأجلّ من شكرهم (1) .
لطيفة:
للشيخ عبد الرحمن السعدي كلام لطيف ومعتبر في اقتران الكبرياء بالحمد في هذا الموضع الكريم إذ يقول: ((فالحمد فيه الثناء على الله بصفات الكمال ومحبته وإكرامه؛ والكبرياء فيها عظمته وجلاله. والعبادة مبنية على ركنين: محبة الله والذلّ له. وهما ناشئان عن العلم بمحامد الله وجلاله وكبريائه)) (2) .
مطلب:
وثاني الصفات وثالثها في هذه الآية الكريمة للحقّ سبحانه قوله {وهو العزيز الحكيم} وبها تختم الآية والسورة، ومجيء هاتين الصفتين ـ في هذا المقام الجليل وختامه ـ لتأكيد استحقاقه تعالى للحمد والثناء مع ما قبلها من الربوبية والكبرياء؛ وذلك أنّ العزّة لله تشمل معاني القدرة والاختيار، والحكمة تجمع معاني تمام العلم وعمومه، وهذا يفيد أنّه ـ تعالى ـ لكمال قدرته واختياره يقدر على خلق أيّ شيء أراده؛ ولكمال حكمته بعلمه يخصّ كلّ نوع من مخلوقاته بآثار الحكمة والرحمة والفضل والإنعام، فلا إله إلا هو ولا محسن ولا منعم ومتفضّل إلاّ هو سبحانه (3) .
لطيفتان:
الأولى: إنّ في هاتين الآيتين إرشاداً إلى أوامر جليلة فكأنّه قيل: له الحمد سبحانه
__________
(1) انظر: التفسير الكبير للفخر الرازي ج27 ص275؛ التحرير والتنوير ج25 ص378.
(2) تفسير السعدي: 7 ص 35.
(3) انظر: التفسير الكبير للفخر الرازي ج27 ص275؛ تفسير الآلوسي ج26 ص3؛ تفسير السعدي ج7 ص35؛ التحرير والتنوير ج25 ص378.

الصفحة 85