كتاب أساليب دعوة العصاة

عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} [فاطر: 33] فعم بدخول الجنة جميع الأصناف الثلاثة) 1.
ومما تقدم يتبين أن: المسلمين ثلاثة أنواع:
السابقون وهم المقربون وهم أعلى الأصناف الثلاثة.
والمقتصدون وهم من لم يجتهدوا في العبادة فكانت أعمالهم قصدا.
والظالمون وهم المسرفون على أنفسهم بإغراقها في الذنوب والآثام.
سمات العصاة:
يُعرف العصاة بسمات يتميزون بها منها ما تلازمهم على الدوام ومنها ما يتلبسون بها تارة ويتخلصون منها تارة بحسب قربهم أو بعدهم من مقام الإيمان والتقوى، ومن أهم تلك السمات:
1- الغفلة عن الله وعن يوم الحساب:
قال تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الجَهْرِ مِنْ القَوْلِ بِالغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الغَافِلِينَ} [الأعراف:205] والغفلة هي الداء الذي يردي الكثيرين عن العمل ليوم الحساب، والغفلة مذمومة في كل الأحوال لأنها تعمي القلب عن العمل وتلهيه بسفاسف الأمور والشهوات، وتخدع النفس بالأماني إذ تلهيه بها حتى يدنو الأجل وتتبدى الحقيقة وتنكشف الغمة، فيبدأ الغافل في الندم على ما فرط في جنب الله ولا ينفع ساعتئذ الندم. والغفلة عن الله وعن الموت والحساب سببها ضعف الإيمان كما سيأتي.
قال ابن تيمية رحمه الله: “ فصل: فالغفلة والشهوة أصل الشر قال تعالى: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلنَا قَلبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف:28] والهوى وحده لا يستقل بفعل السيئات إلا مع الجهل وإلا فصاحب الهوى إذا علم قطعا أن ذلك يضره ضررا راجحا انصرفت نفسه عنه بالطبع فإنّ الله تعالى
__________
1 تفسير الطبري 22 / 90.

الصفحة 152