كتاب مباحث الأمر التي انتقدها شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى

ريب أَن إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَن أَحْمد أَن هَذَا الْعَمَل لَا يَجْزِي1 وَهِي مَسْأَلَة الصَّلَاة فِي الأَرْض الْمَغْصُوبَة2.
وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى يَجْزِي كَقَوْل أَكثر الْفُقَهَاء3
لَكِن من أَصْحَابنَا من جعلهَا عقلية وَرَأى أَنه4 يمْتَنع ذَلِك عقلا وَهُوَ قَول
__________
1 - انْظُر الرِّوَايَة عَن الإِمَام أَحْمد فِي التَّمْهِيد 1/369 وروضة الناضر 1/209 وَهِي أشهر الرِّوَايَتَيْنِ، انْظُر شرح مُخْتَصر الرَّوْضَة 1/362 - 363 وَقد قَالَ بِهَذَا القَوْل الْمُعْتَزلَة إِلَّا النظام وَدَاوُد الظَّاهِرِيّ وَأهل الظَّاهِر
انْظُر قواطع الْأَدِلَّة 1/240 - 241 وَالْبَحْر الْمُحِيط 1/263 وَانْظُر مَا سَيَأْتِي فِي الْأَقْوَال.
2 - انْظُر بَيَان الْمُخْتَصر 1/378 وَقد سبقت الْإِشَارَة إِلَى سَبَب قَول من قَالَ من أهل السّنة وَالْجَمَاعَة بِعَدَمِ الْإِجْزَاء وَسبب قَول الْمُعْتَزلَة بِعَدَمِ الْإِجْزَاء وشتان بَين السببين.
3 - انْظُر الرِّوَايَة عَن أَحْمد فِي رَوْضَة النَّاظر 1/210 وَانْظُر قواطع الْأَدِلَّة 1/240 والبرهان
1 - /199 وَمَا سَيَأْتِي فِي الْأَقْوَال.
4 - فِي المطبوع “لَا يمْتَنع” وَيظْهر أَن “لَا” زَائِدَة كَمَا هُوَ ظَاهر من الْكَلَام على القَوْل الرَّابِع الْآتِي حَيْثُ نسب هُنَاكَ لِابْنِ الباقلاني وَابْن الْخَطِيب أَن الْعقل يمْنَع ذَلِك.

الصفحة 401