كتاب المباحث العقدية المتعلقة بالكبائر ومرتكبها في الدنيا

القول الخامس: معنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بريء من فاعل ذلك، فيكون كأنه توعده بأنه لا يدخل في شفاعته مثلاً، وهذا تفسير ابن حجر حملاً لحديث “ليس منا” على حديث “إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بريئ من الصالقة والحالقة والشاقة” 1.
القول السادس: أن المراد به المستحل للفعل من غير تأويل فإنه يكفر 2.
القول السابع: أن معناه: ليس من أهل الإيمان المستحقين للثواب بلا عقاب، ولهم المولاة المطلقة والمحبة المطلقة وإنما هو بارتكابه لذلك الفعل نقص إيمانه وصار ممن يستحق العقوبة.
قال شيخ الإسلام وهذا: كما يقول من استأجر قوماً ليعملوا عملاً، فعمل بعضهم بعض الوقت، فعند التوفية يصلح أن يقال: هذا ليس منا، فلا يستحق الأجر الكامل، وإن استحق بعضه 3.
القول الثامن: أن هذا من أحاديث الوعيد التي يجب أن نؤمن بما ورد فيها وتمركما جاءت ولا يتكلم في تأويلها حتى يكون ذلك أبلغ في الزجر، وهذا مروي عن الزهري: قال سفيان قال رجل للزهري: يا أبا بكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “ليس منا من لطم الخدود” وما أشبه من الحديث؟ قال سفيان فأطرق الزهري ساعة ثم رفع رأسه فقال:“من الله عز وجل العلم وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم” 4.
__________
1 أخرجه. خ. الجنائز. ب. ما ينهى عن الحلق عند المصيبة، انظر فتح الباري (3/165) .
2 انظر شرح النووي على مسلم (2/108) التمهيد للباقلاني ص422، فتح الباري (3/164) .
3 الفتاوى (19/294) ، وانظر (7/524) .
4 أخرجه الخلال في السنة (3/579) .

الصفحة 95