كتاب أحاديث القراءة الواردة في صلاتي الظهر والعصر

وليث1 عن شهر بن حوشب2 عن أبي مالك به.
قَال الهيثمي3 عقب هذه الرواية وغيرها: وفي طرقها كلها شهر بن حوشب وفيه كلام وهو ثقة إن شاء الله.
وفي هذا نظر فإن شهراً فيه كلام يطول ذكره4 ولا يصل إلى درجة الثقة وهذا الحديث مداره عليه وهو مع ما قيل فيه فقد وقعت المخالفة في حديثه من وجهين هما:
الأول: أنه قَال: كان يسوي بين الأربع ركعات في القراءة والقيام ويجعل الركعة الأولى هي أطولهن لكي يثوب الناس ...
فذكر التسوية في الركعات في القراءة والقيام ثم يقول ويجعل الركعة الأولى هي أطولهن وهذا يخالف أول الحديث.
الثاني: أنه ذكر التسوية في الركعات الأربع في القراءة والقيام وهذا مخالف للأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدم التسوية بينهما ففي بعضها ذكرت الإطالة في الأوليين والتخفيف في الأخريين، كما في حديث جابر بن سمرة وأبي هريرة5 وغيرهما وفي بعضها ذكرت تطويل الركعة الأولى وتقصير الثانية كما في حديث أبي قتادة6، وفي بعضها ذكرت القراءة في الأوليين بقدر قراءة
__________
1 هو ابن أبي سليم تقدمت ترجمته حديث رقم (19) .
2 شهر بن حوشب الأشعري الشامي مولى أسماء بنت يزيد بن السكن صدوق كثير الإرسال والأوهام من الثالثة، مات سنة اثنتي عشرة ومائة. بخ م4. الكاشف (2/ 14، 15) التَّقْرِيب (269) .
3 مجمع الزوائد (2/ 130) .
4 انْظر: تَهْذِيب الْكَمَال (12/ 578) .
5 انْظر: حديث رقم (1) و (2) .
6 انْظر: حديث رقم (4) .

الصفحة 133