كتاب أحاديث القراءة الواردة في صلاتي الظهر والعصر

على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يراعي أحوال المأمومين فإن علم أنهم يؤثرون التطويل طوّل أو التخفيف خفف وكذلك إذا عرض له في صلاته ما يقتضي التخفيف مثل أنه يسمع بكاء صبي مع أمه ونحو ذلك.
وقال ابن العربي1: إن صلاته صلى الله عليه وسلم تختلف بحسب اختلاف الأحوال والمأمومين فليست قراءته في صلاة السفر كقراءته في صلاة الحضر ولا قراءته مع مأموم محسوم العلل قليل الشغل كقراءته مع ضد ذلك قَال صلى الله عليه وسلم: "إني لأسمع بكاء الصبي في الصلاة فأخفف مخافة أن تفتتن أمه".ا. هـ
وعند تأمل هذه الأحاديث الواردة في القراءة في صلاة الظهر يظهر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل القراءة في صلاة الظهر في الركعتين الأوليين لكن دون القراءة في الفجر2 كما بيّنه أبو سعيد حيث قَال: كنا3 نحزر قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قدر قراءة (ألم تنزيل) السجدة ... 4
وعلى هذا تحمل الأحاديث التي ذكرت الإطالة كما في حديث جابر بن سمرة5 وأبي هريرة6 وغيرهما وأما الإطالة التي ذكرت في حديث أبي سعيد7
__________
1 عارضة الأحوذي (2/ 104) .
2 انْظر: شرح مسلم للنووي (4/ 174) والمفهم للقرطبي (2/ 73) .
3 ظاهر هذا أن هذا التقدير ليس من أبي سعيد وحده بل منه ومن غيره ولهذا قَال: كنا، وفي رواية ابن ماجه والطحاوي: أنه اجتمع ثلاثون بدريا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لتقدير القراءة لكن فيها ضعف وتقدمت حديث رقم (9) .
4 وتقدم هذا الحديث برقم (9) .
5 وتقدم هذا الحديث برقم (1) .
6 وتقدم هذا الحديث برقم (2،3) .
7 وتقدم هذا الحديث برقم (6) .

الصفحة 139