كتاب التأمين عقب الفاتحة في الصلاة

هم سواد أهل المسجد. وفي المقابل كم يجد الذاهب إلى بعض البلاد الإسلامية من نظرات الاستغراب أو الإنكار إذا دخل مسجدا ليصلي مع جماعته فلم يؤمّن في المسجد أحد سواه.
وقد ازداد هذا الأمر أهمية في هذه الأزمنة, إذ أصبحت الصلاة تنقل عبر وسائل الإعلام من: تلفاز، وإذاعة، وقنوات فضائيات.. إلى أقصى الشرق والغرب, ويُشاهد ذلك ويلحظه غير المسلمين، فيرون هذا الاختلاف في صورة الصلاة الظاهرة, فهذا يؤمّن، وذاك لا يؤمّن, وهؤلاء يرتج المسجد بتأمينهم, وأولئك صامتون كأن على رؤوسهم الطير. فيكون هذا الاختلاف مثارَ استغراب أو استنكار. لماذا هذا التباين والتغاير في العبادة الواحدة بين المسلمين؟ وقد يقول قائلهم: لم يزل المسلمون في خلاف واختلاف فيما بينهم, حتى في أهم عبادتهم وهي الصلاة! !
فمن هنا رأيت أن هذه المسألة جديرة بالبحث والبيان, وأنه ينبغي تجليتها، وكشف النقاب عنها, ليعلم المسلم السنة الصحيحة في ذلك, فيكون الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم , والاهتداء بسنته عليه الصلاة والسلام.
ولا ريب أن اتفاق المسلمين في شعائر صلاتهم، وصور عبادا تهم الظاهرة, له أثر في اتحاد قلوبهم, ووحدة كلمتهم, واجتماع شملهم, لأن لاتحاد الظاهر أثر كبير في اتحاد الباطن.
أسأل الله أن يجمع شمل المسلمين، ويوحد صفوفهم على كلمة الحق والهدى. إنه ولي ذلك والقادر عليه. وقد سميته بـ: (التأمين عقب الفاتحة في الصلاة. حكمه، وصفته) .
خطة البحث:
قسمت البحث إلى: مقدمة، وسبعة مباحث، وخاتمة. وبعض المباحث

الصفحة 166