الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} قال: آمين. حتى يُسمعنا. فيؤمّن من خلفه..” 1.
10- وقالوا: إن التأمين تابع للفاتحة، فيكون حكمه حكمها في الجهر والإسرار، كالسورة 2.
واستدل أصحاب القول الثاني. القائلون بأنه لا يجهر بها. بما يلي:
11-بقوله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} قالوا: التأمين دعاء، فالمشروع إخفاؤه، لا إعلانه، والجهر به 3.
2- وبحديث وائل بن حُجْر رضي الله عنه قال: “ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ: {وَلا الضَّالِّينَ} قال: آمين. وخفض بها صوته “ 4.
3- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ إذا قال الإمام: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين. فإن الملائكة تقول: آمين. وإن الإمام يقول: آمين. فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة، غُفِر له ما تقدّم من ذنبه “ 5.
__________
1 أخرجه عبد الرزاق 2/95، 96 (2634) .
2 انظر: المهذب 1/73.
3 انظر: المبسوط 1/32، الجامع لأحكام القرآن 1/130، 7/224.
4 تقدم تخريجه في الفرع الأول، من المبحث الثالث. وبيان أن هذه الرواية ضعيفة، لمخالفة شعبة غيره ممن هم أكثر، وأحفظ منه. إذ رووها بلفظ “ ورفع بها صوته “. وأورد هذا الدليل الكاساني بلفظ “ أن النبي صلى الله عليه وسلم أخفى بالتأمين “.
5 أخرجه النسائي في افتتاح الصلاة، باب جهر الإمام بآمين (33) 2/144 (927) ، عبد الرزاق 2/97 (2644) ، وأحمد 2/270، وابن حبان، كما في الإحسان 3/146 (1801) .
وأصل الحديث في الصحيحين من طريق مالك عن الزهري. وهو في غيرهما بدون زيادة “ وإن الإمام يقول: آمين “ والإخبار بأن الإمام يقولها، جاء في أحاديث أخر، سبق إيراد شيء منها في فرع: (مشروعية التأمين للإمام) وانظر: الدراية 1/138.