كتاب القول الأحمد في أحكام في حرمة المسجد
التمهيد:
في تعريف المسجد وبيان أهميته ومكانته وفضل عمارته
تعريف المسجد:
المسجد لغة: هو مفعل بالكسر اسم لمكان السجود.
والفتح اسم للمصدر.
والمَسْجَدُ بالفتح: جبهة الرجل حيث يصيبه ندب السجود1.
والمسجد شرعاً:
هو كل موضع من الأرض لقوله صلى الله عليه وسلم: “جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً” 2.
وهذا من خصائص هذه الأمة قال القاضي عياض:
“لأن من كان قبلنا، كانوا لا يصلون إلا في موضع يتيقنون طهارته، ونحن خصصنا بجواز الصلاة في جميع الأرض إلا ما تيقنا نجاسته”3.
وقال القرطبي: “هذا ما خص الله به نبيه، وكانت الأنبياء قبله إنما أبيحت لهم الصلوات في مواضع مخصوصة كالبّيع والكنائس” 4.
قال الزركشي: ولما كان السجود أشرف أفعال الصلاة لقرب العبد من ربه اشتق اسم المكان منه فقيل مسجد، ولم يقولوا مركع.
__________
1 انظر لسان العرب 3/204، المصباح المنير 1/316، تاج العروس 2/371، الصحاح 2/483.
2 أخرجه البخاري 1/86 في كتاب التيمم في أول كتاب التيمم. ومسلم 1/371 في كتاب المساجد ومواضيع الصلاة في أوله.
3 انظر شرح صحيح مسلم 5/4، إعلام الساجد بأحكام المساجد 27.
4 انظر الجامع لأحكام القرآن 2/78، إعلام الساجد بأحكام المساجد 27.
الصفحة 367
494