كتاب القول الأحمد في أحكام في حرمة المسجد

واعترض على دخول المشرك في الحديثين للمسجد: بأن ذلك كان متقدماً على نزول الآية أو أن كلاً منهما واقعة عين فلا ينبغي أن تدفع بها الأدلة وقد يمكن أن يقال أنه إنما ربط ثمامة في المسجد لينظر حسن صلاة المسلمين واجتماعهم عليها، وحسن آدابهم في المسجد فيستأنس بذلك ويسلم وكذلك كان1.
واعترض على هذا الاعتراض:
بأن الحديثين صريحا الدلالة في جواز دخول الكافر المسجد وما اعترض به عليهما لا دليل عليه2.
ج ـ حديث عثمان بن أبي العاص ـ رضي الله عنه ـ أن وفد ثقيف لما قدموا على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنزلهم المسجد ليكون أرق لقلوبهم فاشترطوا أن لا يحشروا ولا يعشروا ولا يجبوا3 فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ “ لكم أن لا تحشروا ولا تعشروا ولا خير في دين ليس فيه ركوع “ 4.
وجه الدلالة من الحديث:
أنه واضح الدلالة على جواز دخول الكافر للمسجد يقول الامام الخطابي “وفي هذا الحديث من العلم أن الكافر يجوز له دخول المسجد لحاجة له فيه أو
__________
1 انظر الجامع لأحكام القرآن 8/105.
2 انظر الحاوي 2/268.
3 قوله ((لا تحشروا)) معناه: الحشر في الجهاد والنفير له، وقوله ((وأن لايعشروا)) معناه: الصدقة أي لا يؤخذ عشر أموالهم. وقوله ((أن لا يجبوا)) معناه: لا يصلوا، وأصل التجبية أن يكب الإنسان على مقدمه ويرفع مؤخره " انظر معالم السنن 3/421.
4 أخرجه أبو داود 3/421 في كتاب الإمارة والخراج باب ما جاء في خبر الطائف، وابن ماجه 1/559 في كتاب الصلاة باب فيمن أسلم في شهر رمضان، وابن خزيمة 2/285 في أبواب الأفعال المباحة في الصلاة، والبيهقي 2/444 في كتاب الصلاة باب المشرك يدخل المسجد وصححه ابن خزيمة.

الصفحة 407