كتاب أثر الملل والنحل القديمة في بعض الفرق المنتسبة إلى الإسلام

يقول الإمام أبو الحسن الأشعري (ت 330?) : “ وفي النسَّاك من الصوفيَّة من يقول بالحلول، وأنَّ البارئ ـ سبحانه وتعالى ـ يحلّ في إنسان، وسَبُعٍ، وغير ذلك من الأشخاص “1.
وأكثر العلماء على أنَّ الصوفيَّ المشهور أبا مغيث؛ الحسين بن منصور، المعروف بالحلاَّج (ت 301?) ، كان يقول بالحلول. وممَّا نقلوا عنه قوله:
“أنا من أهوى ومن أهوى أنا ... ليس في المرآة شيء غيرَنا
قد سها المنشد إذ أنشده ... نحن روحان حللنا بدنا
فإذا أبصرتَه أبصرتَني ... وإذا أبصرتَني أبصرتَنا
أثبت الشركة شركًا واضحًا ... كلّ من فرَّق فرقًا بيننا
لا أُناديه، ولا أذكره ... إنَّ ذكري وندائي يا أنا”2
ونُقل ـ أيضًا ـ عنه قولُه:
“أنا أنتَ بلا شكِّ ... فسُبحانَك سُبحاني
فتوحيدك توحيدي ... وعصيانُك عِصياني”3
وقوله:
“فأنا الحقُّ، حُقَّ للحقِّ حقُّ ... لابسٌ ذاتُه، فما ثَمَّ فَرْقُ
قد تجلَّت طوالعٌ زَاهِراتٌ ... يَتَشَعْشَعْنَ والطوالعُ بَرْقُ”4
__________
1 مقالات الإسلاميِّين لأبي الحسن الأشعري 1/81.
2 ديوان الحلاَّج –جمع وترتيب الشيبي- ص 78. وانظر الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة للقاسم ص 111.
3 ديوان الحلاج ص 81-82.
4 المرجع نفسه ص 67.

الصفحة 52