كتاب نخبة الفكر - دراسة عنها وعن منهجها
ورُوي عن أبي هريرة (1) ، رضي الله عنهم جميعا.
ولما سبق ذِكرُهُ فقد جرَى مجرى المثل (2) .
__________
(1) قال د. خلدون: (إسناده ضعيف جدا، والحديث صحيح من طرق أخرى) ، ولهذا جاء في صحيح الجامع رقم (5250) ؛ فتصحيحه بالنظر إلى متنه، وذكر د. خلدون أنه لم يقف عليه عند غير الخطيب، ووقفت عليه في لسان الميزان –8/143- في ترجمة (مقاتل بن محمد) يرويه عن سعيد الزبيري عن مالك عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة (، وبعده قول الدارقطني: (مجهول، والحديث منكر) ؛ يعني بهذا الإسناد.
(2) أورده الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه الأمثال برقم (600) ص (201) ؛ قائلا: (وفي بعض الحديث: «ليس الخبر كالعيان» ) ، وهو في مجمع الأمثال 1/182 رقم (3270) بلفظ: (ليس الخبر كالمعاينة) ، وجاء في (الفاخر) - للمفضل ص (268) رقم (403) -: (رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أول من قال ذلك) ، وقد راجعت خمسةً من كتب الأوائل فلم أجد فيها ذِكر هذه الأوّليّة؛ لابن قتيبة، وابن أبي عاصم، والطبراني، والعسكري، والجراعي، والسيوطي، وعَنْوَنَ الشيخ الساعاتي للحديث في (الفتح الرباني) : 19/207 بعنوان: (أحاديث جرت مجرى الأمثال) ، ولم يُعلّق عليه بشيء، وفي (المستقصى) 2/303 رقم (1074) بلفظ: (ليس الخَبَر كالعِيَان) ، والخبر مضبوط في كتب الأمثال المذكورة بفتحتين، وورد في معجم الأمثال العربية 2/14 بضمة فسكون: (الخُبْرُ) ، وسيأتي في تعريف الخبر، ومعناه وإن كان سائغاً في الجملة لكنه ليس مُراداً في هذا المثل؛ لأنه بمعنى أن الخبرة الباطنة بالشيء ليس كالمُعاينة الظاهرة، وإنما قلت إن ذاك المعنى ليس مرادا في المثل: لأجل ما اتّصل بذكره في الحديث من قصة نبي الله موسى - على نبيّنا وعليه الصلاة والسلام- فالذي فيها مشاهدة ظاهرة بعد خبر منقول، قال المناوي - في فيض القدير 5/357 في شرحه للقصة-: (أفاد هذا أنه ليس حال الإنسان عند مُعاينة الشيء كحاله عند الخبر عنه؛ في السكون والحركة، لأن الإنسان لعلّه يسكن إلى ما يرى أكثر من الخبر عنه؛ وإن كان صادقا) ، هذا مع أني لم أقف على من ضبطه هكذا في كتب الرواية، ووقفت للحافظ على موضع تمثّل به -في مناسبة ذِكْرهِ لما كان يشعر به شيخه العراقي من سعادة غامرة برفيقه الهيثمي وأنها تفوق الوصف- فقال: (وليس العِيَانُ في ذلك كالخبر) ، (المجمع المؤسس) 2/188، وكأنّ الحافظ -رحمه الله- يقول: يا مَن أُخْبِرُكَ بهذا: لن تكون مِثلي قيما شاهدتُه مِن ذلك، لأنّ الذي بلغك مِن ذلك إنما هو خبر.
الصفحة 129
498