كتاب نخبة الفكر - دراسة عنها وعن منهجها

العلمية، ولتواريخ رحلاته؛ اللاتي وجدتها شغلت ثلاث فترات من حياته –أولى ووسطى وأخيرة - ولمؤلفاته.
والخبر هو ما جاء في قول ابن الوزير عن الحافظ: (كتب - في سفره إلى مكة، سنة سبع عشرة وثمانمائة- مختصرا بديعا في علوم الحديث) (1) ، ففي السفر المذكور، وفي هذا التاريخ نظر من وجهين:
أولهما: أن الحافظ كان في الفترة من عام (807 هـ) إلى عام (814هـ) مُستقرًّا بمصر غير مُرتحل، والتاريخ الصحيح لتأليف (النخبة) واقع ضمن هذه الفترة كما سبق نقله عن السخاوي، وأكّده السخاوي بقوله - أكثر من مرة - بأنها قُرئت على الحافظ قبل التاريخ الذي ذكره ابن الوزير، وذلك سنة (815هـ) (2) ، ثم إن الحافظ شرح (النخبة) بكتابه (نزهة النظر) شرحا مُدمَجا فيه متنُ النخبة، لكنّ شرحه لها كان في أواخر عام (818 هـ) وفرغ منه في مُستهلّ ذي الحجة من هذا العام (3) ، فلو قُدّر أن ابن الوزير يقصد هذا الشرح فالتاريخ الذي عنده لا ينطبق على هذا، وقد نقل عن كتاب (نزهة النظر) في (العواصم والقواصم) ؛ (ويُسمّيه: علوم الحديث) (4) .
ثانيهما: أنّ رحلات الحافظ في فِئاتها الثلاثِ كما يلي (5) :
__________
(1) مختصر في علم الحديث، لابن الوزير، ل (121أ) ضمن مجموع، وإسبال المطر ص (19) ، ونقل الشيخ عبد الكريم مراد هذا في شرحه للمنظومة ص (19) ، ولم يُنبّه على ما فيه.
(2) تكرّر ذكر هذا في الجواهر والدرر، انظر: 1/312 و 3/1107 و1109 و1128 و1131 و1165 و1157 و1165.
(3) الجواهر والدرر 2/677.
(4) مقدمة تحقيق (الروض الباسم) 1/59، وأحال على (العواصم والقواصم) 9/127، 260، وهو كما ذكر.
(5) تتبّعت- مؤخّرا- المواضع التي ذكر أرقام صفحاتها د. يوسف المرعشلي في مجلّد (الفهارس الفنّيّة) لكتاب (المجمع المؤسس) ص (441-442) ، واقتصرت في الإحالة على ما كان منها صريحا في ذِكر الموضع والسنة.

الصفحة 139