كتاب نخبة الفكر - دراسة عنها وعن منهجها

المصرية) (1) ، حتى رحل منها إلى الشام، في شعبان من عام (802هـ) (2) .
وكان رَافَقَهُ تقيُّ الدين الفاسي في رحلته لدمشق (3) ، وما زال مُتَنَقِّلاً بين بلدان الشام، وأرّخ مروره بنابلس في سنة (803هـ) (4) ، وفيها رجع إلى مصر؛ وفي صُحبته تقي الدين الفاسي (5) .
وحجّ الحافظ في عام (805 هـ) وجاور بعض السنة التي تليها، ثم رحل من مكة إلى اليمن عن طريق البحر، وهي رحلته الثانية (6) ، وغرقت السفينة،
__________
(1) الجواهر والدرر 1/156، وجاء فيها قبل صفحة: 1/155 قول السخاوي: (لما رجع من حجة الإسلام إلى بلده - في سنة إحدى وثمانمائة- جدّ في استكمال ما بقي عليه من مسموع القاهرة ومصر) ، وجاء معنى هذا عند د. شكر محمود عبد المنعم -في كتابه (الحافظ ابن حجر ودراسة مصنفاته) 1/127- إلا أنه أوهم أن ذلك كان بعد سنة (807هـ) ، وممّا يُفيده هذا الخبر: أن الحافظ رحمه الله توقف عن الأسفار في بلدان مصر عند هذا الحد؛ قبل سفره للشام في شعبان سنة (802هـ) لكونه استوفى ما فيها كما ذكر السخاوي هنا، أما وقت تأليف الحافظ للنخبة عام (812 هـ) فلم أقف على خبر يذكر سفره بداخل مصر ولا خارجها بعد عام (807 هـ) إلى أن خرج منها للحج في عام (815هـ) ؛ فمجموع هذا يُفيد ما ذكرته من كون الحافظ لم يُؤلّفها في حال السفر، بل في الحضر، وفي مصر؛ لا في سفر له إلى مكة، والله أعلم.
(2) المجمع المؤسس 1/354 وانظر: 1/380 و2/365 و499 و572 و581، والجواهر والدرر: 1/156.
(3) وهو مؤلف (العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين) ، ذكر هذا في كتابه: (ذيل التقييد) 1/352-357.
(4) المجمع المؤسس 1/211.
(5) (ذيل التقييد) 1/454، و (العقد الثمين) 1/377.
(6) أشار الحافظ إلى رحلتيه لليمن سنة (800هـ) وسنة (806 هـ) : في كتابه المجمع المؤسس 3/85-86 في ترجمة إسماعيل بن إبراهيم الجحافي التعزّي.

الصفحة 142