كتاب نخبة الفكر - دراسة عنها وعن منهجها

وأنقذه الله وأَكْثَرَ كُتُبِهِ التي اصطحبها وبعضها بخطه (1) ، ولم أقف على خبر يُحدّد تاريخ عودته من اليمن في هذه المرّة (2) ، وقد حج عام (806هـ) كما ذكر هو عن نفسه في ترجمة (أحمد بن إبراهيم القوصي) ؛ حيث قال: (حج معنا سنة ست وثمانمائة) (3) ، أما السخاوي فجزم بأن الحافظ كان في جدة في المحرم من عام (807 هـ) ، وأما الحج فلم يجزم به بل ظنّه، وكأنه لم يقف على قول شيخه هذا، ثم ذكر السخاوي أنه عاد من جدة إلى بلده (4) .
هذا ولم أقف بعدها على رحلة للحافظ بمصر ولا خارجها (5) ، حتى حجّ
__________
(1) (الجواهر والدرر) 1/151-152، ووصف الحافظ - بعض ما لاقاه في رحلته- للملك الأشرف باليمن؛ أحمد بن إسماعيل، في قصيدة نظمها له، انظر (الحافظ ابن حجر ودراسة مصنفاته) 1/125-127؛ وأحال على المطبوع من الديوان (47) .
(2) جاء في آخر (المعجم الأوّل) من المجمع المؤسس: قول الحافظ: (يتلوه المعجم الثاني، وكان الشروع في جمعه بمدينة عدن سنة ست وثمانمائة) ، فلعلّ الحافظ بقي مُتنقلاً بين بلدان اليمن في أثناء عام (806 هـ) ، ثم إنه رحل عنها في عامه نفسه إلى مكة المكرمة.
(3) المجمع المؤسس 3/21، وقال الحافظ في ترجمة شيخه العراقي - في المجمع المؤسس 2/188 -: (لازمته من شهر رمضان سنة ست وتسعين - يعني: 796هـ - إلى أن حججت في شوال سنة خمس وثمانمائة، سوى ما تخلّل ذلك من سفر إلى الشام وغيرها، ومات وهو في غيبتي في الحجاز) ، وأرّخ وفاته عام (806هـ) .
(4) الجواهر والدرر 1/152، وفي (العقد الثمين) 1/344 أن الحافظ وولي الدين أبي زرعة -ابن الحافظ العراقي- وقفا بالقاهرة عام (807هـ) على مختصر للفاسي في تاريخ مكة اختصره نفسه من كتاب له؛ وسبق اختصاره له مرتين، وكتب كل منهما ثناء عليه وعلى مؤلفه.
(5) في سنة (813هـ) - في شهر ربيع الآخر منه- كتب الحافظ تقريظا لكتاب الفاسي الذي سمّاه: (تحفة الكرام بأخبار البلد الحرام) ، وفي التاريخ نفسه قرّظه الحافظ أبو زرعة أحمد بن الحافظ العراقي، ولم يُذكر الموضع الذي كتبا فيه، والظاهر أنه بالقاهرة التي صُرّح بها في التقريظ التالي لتقريظيهما، وفي الجواهر والدرر 1/162 أنه ختم صحيح مسلم بمصر في أواخر هذا العام.

الصفحة 143