كتاب نخبة الفكر - دراسة عنها وعن منهجها

عليها، ومُبيّنا حاجتها للبيان، ومُنبّها على أن له إضافات وتصرُّفات؛ لأسباب دَعَتْهُ إلى ذلك، فمن ذلك قوله:
وحبّذا (النخبةُ) لابن حجرِ ... فيها المُهمّ مِن علوم الأثرِ
فإنّها لُبابُ هذا البابِ ... لِطالبيه مِن أُولي الألباب
لكنه أوجزَ حتى أعجزا ... وأنجز البذل بها.. فأعوزا
إذ هي حظُّ المُبتدي، وكيف لهْ ... يَعي ويدري نثره ومُقفلهْ؟!
لأجْل ذا نَظمتُها في عِقدِ ... مُستوفياً لّها -جميعاً- جهدي
مع مزيدٍ وتصرُّفٍ كثيرْ ... لِنُكتةٍ.. يعرف ذلك البصيرْ
ومِمّا ختمها به (1) : الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قوله:
فالحمد لله؛ كما يَجِبُ لهْ كما هدى لِنظمه وكمّلَهْ
قال د. محمد عزوز -فيما قدّم به للمنظومة (2) -: (هذا النظم يَصلُح أن يُختار مُقرّراً دراسياًّ لأوائل مرحلة الدراسة الجامعيّة، لِغزارة علمه، وحُسن جمعه وتحريره، ووضوح عبارته وتقريره) ، وذكر خدمته للكتاب بقوله: (أرجو أن يكون ما قُمتُ به -مِن خدمةٍ لّه- سهّلتِ الاستفادةَ منه، ويسّرتِ الانتفاعَ به لِكُلّ راغب، ومِن الله التوفيق) .
ولي على هاتين الجملتين ملحوظتان:
أنّ النظم مُتوسّط في سبكه، ومن حيث الفائدةُ في بابه، لِكون المقصود من النظم: هو أن يحفظ الطالب المُهمّ، ويقتصر عليه؛ دون سواه مِمّا يَرِدُ في الشروح، لأنّ المحفوظ تحمل عِبئَهُ الذاكرة، فإذا زاد أرهقها بدون حاجة،
__________
(1) ص (78) .
(2) ص (10) .

الصفحة 159