كتاب مقدمات النكاح

كان كذلك يجد من وقفت بجانبه، وحسبك مثالاً خديجة بنت خويلد لما وقفت مع النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءها خائفاً زملوني زملوني، فقالت:
خديجة «كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً» (1) فوقفت بجانب النبي صلى الله عليه وسلم وآزرته، ويتجنب الحمقاء لأن النكاح يراد للعشرة ولا تصلح العشرة مع الحمقاء ولا يطيب العيش معها، وربما تعدى ذلك إلى ولدها وقد قيل اجتنبوا الحمقاء فإن ولدها ضياع وصحبتها بلاء. (2)
ثالثاً: أن تكون المرأة ولوداً وهذا يعرف بأقاربها، من أخواتها وعماتها وخالتها وبنات جنسها، وذلك لأن هذه المرأة تنجب الأولاد وتربيهم تربية صحيحة، فيكثر النسل، وبه يتحقق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم بأُمته يوم القيامة وذلك بقوله: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة" (3) ، فيستحب أن تكون من نساء يعرفن بكثرة الولادة.
رابعاً: أن تكون المرأة بكراً والبكر هي التي لا تعرف الرجال ولا يعرفونها بخلاف الثيب، فالزواج بالأبكار أدعى إلى الاستقرار ودوام الحياة الزوجية، وقد جاء في حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قَال له: "أتزوجت يا جابر"؟ قَال: نعم، قَال: "أثيباً أم بكرا"ً، قَال: بل ثيباً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك" متفق عليه. (4)
__________
(1) رواه البخاري في حديث طويل كتاب التفسير سورة اقر أباسم ربك الَّذِي خلق انظر: البخاري مع الفتح 8/715 رقم 4953
(2) انظر: المغني 9/512 والشرح الكبير 4/154
(3) رواه أحمد في المسند 3/158 وأخرجه أبو داود في النكاح باب تزويج الأبكار 2/220 رقم 2050 والنسائي 6/ 65وصححه ابن حبان انظر: رقم 4017 الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 6/134.
(4) انظر: البخاري مع الفتح كتاب النكاح باب تزويج الثيبات 9/121 رقم 5079، 5080 ومسلم كتاب الرضاع باب استحباب نكاح البكر 2/1087 وفي لفظ عند مسلم «فهلاً بكراً تلاعبها» .

الصفحة 216