كتاب تدريب الدعاة على الأساليب البيانية

ومن تأمل خطب هؤلاء الأماجد رضي الله عنهم يجد أنها مليئة بالمعالم العقدية والأسس الإيمانية والخصائص الخطابية والمقاصد السنية وهذا كله لم يأت من فراغ، ولولا أنه صلى الله عليه وسلم كان يتعهدهم ويربيهم على ذلك ما كان لهم أن يحققوه، ومن خُطب الصحابة رضي الله عنهم الذين تبؤوا المكانة السنية في التدرب البياني ممن رباهم صلى الله عليه وسلم على عينه:
أ - جعفر رضي الله عنه بين يدي النجاشي (خطبةً وحواراً) .
ب- مصعب بن عمير وعبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنهما (تعليما وإقراءً)
ج- معاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما (تعليما وإقراءً وإفتاءً) .
د- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (تعليما ووعظاً)
هـ- عبد الله بن العباس رضي الله عنها (حواراً وجدالاً)
وإليك مقتبسات مختصرة من سير كل واحد من هؤلاء الأماجد والأسلوب البياني التعبيري الذي سلكه:
أ - جعفر بين يدي النجاشي: تروي القصة أم المؤمنين أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ساقت أحداث القصة قالت قال سفيرا قريش للنجاشي: ((أيها الملك إنه قد صبا إلى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنت وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم فهم أعلى بهم عينا وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه)) [وذكرت أحداث القصة] قالت فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب فقال له أيها الملك: ((كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام

الصفحة 342