كتاب تدريب الدعاة على الأساليب البيانية

وفي الإطالة والقصر قال أبو وائل خطبنا عمار فأوجز وأبلغ فلما نزل قلنا يا أبا اليقظان لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت تنفست فقال: «إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة وإن من البيان سحرا" (1) .
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطيل الموعظة يوم الجمعة إنما هن كلمات يسيرات» (2) .
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: «كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا» (3) .
وأن تكون مستوعبة لما تمخضت عنه تجارب أهل الاختصاص من الخطباء وما يذكرونه من أساليب الخطابة كالتفنيد والإثبات والمحاجة وطرق كل منها وكذلك خصائص الأسلوب الخطابي من الإطناب والوضوح وإثارة الشعور وحلاوة الجرس وقياس المضمر ووسائل تحقيق كل منها، وأن تكون متمشية مع معطيات علم النفس مما له صلة بالنفس المخاطبة كمعرفة عوامل التأثير والتأثر وما تنطوي عليه هذه النفس مما جبلت عليه من محبة ورغبة ونفور وسرور وحزن ورجاء وغضب وحياء ونحو ذلك بمعرفة أسباب هذه السمات البشرية ودوافعها ومكامن إنمائها أو كفها.
هذا، والخطابة كما علمت موهبة وعلم، فمن آزرته الموهبة فإنه لا يصقل
__________
(1) م: الجمعة (869)
(2) د: الصلاة (933) ، وانظر المستدرك على الصحيحين 1 / 426 (1067) قال السيوطي في الجامع الصغير 1/251 قال الحاكم صحيح.
(3) م: الجمعة (866)

الصفحة 370