كتاب تدريب الدعاة على الأساليب البيانية

التطبيقية أقدم عن علم وبصر فتكلم بالأسلوب الأمثل وعرف كيف يقول وماذا يقول ومتى يقول، وفي المقابل متى يسكت وكيف يسكت ولماذا؟
ولنر الآن الجانب التطبيقي الميداني في حياة الخطيب:
المسلك الثاني: التدريب على إلقاء الخطبة
كيف تلقى الخطبة؟
تقدم أن الخطبة (علم وموهبة) وعلى هذا فإن تدريب الدعاة على إلقاء الخطبة يعتمد على ما يرتئيهالأستاذ المدرب بحسب نظرته للمتدرب وميوله ومواهبه وقدراته التعبيرية وتوجهاته الخطابية، ويهدف التدريب على إلقاء الخطبة بصفة أساسية إلى (إيقاظ) الصفات الخطابية الخاملة في المتدرب، أو (تنميتها وتطويرها) لتصبح نمطا خطابيا يعرف بها.
وصفات الخطيب نوعان: فطرية وكسبية، فالفطرية ما يجبل عليها المرء وتعبر عن الموهبة أو الملكة، والكسبية سبيلها التعلم والتثقف والممارسة والتدريب، وعمدتنا في كل هذه الاستضاءة بما ورد في نصوص الشرع، ثم لا نغفل الاستئناس بما أحرزته تجارب ذوى الاختصاص والمراس في مجال الخطابة.
ولكل خطيب طريقته في إلقاء خطبته، مما هو جزء من شخصيته ومكنون فكره وتوجهه، وتتضافر وتتلاقى أمور عدة لتحقق جودة الإلقاء: كقوة الصوت، والقدرة على تكييفه أثناء الخطاب بحسب ما تقتضيه مسالك الكلام، وكاستخدام الإشارة المرئية، والإيماءات الإشارية التي يلحظها المستمع الحصيف فيدرك مغزاها ويتفاعل مع الخطيب فيما يقول ويقصد، ومثل جملة الخصائص الشخصية للخطيب.

الصفحة 372