كتاب تدريب الدعاة على الأساليب البيانية

لديه أو لدى مدربه معايير دقيقة في اختبار الفصاحة والبلاغة وحلاوة المنطق.
ولا تتأتىّ الفصاحة إلا بأمرين: أحدهما عذوبة الحديث وسلامة المنطق وذلك باختيار التعبير المناسب المؤثر الواضح البيّن بحيث يجري الكلام على لسانه جريان الماء في الجدول بغير تكلف ولا لغوب.
الثاني: السلامة من عيوب النطق والكلام، كاللجلجة والفأفأة واللثغ وتعثر النطق، فمن كان حديثه شيّقا سهلا ممتعا ممتنعا صحيح المخارج عذب اللفظ حلو الجرس لا تكلف فيه ولا عسر كان لسنا فصيحا.
قالوا في تعريف البيان: ((هو المنطق الفصيح المعرب عما في الضمير كذا في الكشاف، وفي المفردات: البيان هو الكشف، وهو أعم من النطق لأن النطق مختص باللسان ويسمى ما يبين به بيانا والبيان ضربان أحدهما بالتسخير وهي الأشياء الدالة على حال من الأحوال من آثار صنعة، والثاني بالاختبار وذلك إما أن يكون نطقا أو كتابة أو إشارة)) (1)
وقد ذكر اللغويون من عيوب النطق والكلام: اللجلجة والفأفأة، واللثغ، وتعثر النطق، واللجلجة من التلجلج وهو التردد: يقال تلجلج أي تردد (2)
والفأفأة: حبسة في اللسان وغلبة الفاء على الكلام (3)
واللثغ ثقل اللسان في الكلام، يقال فلان ألثغ وفلانة لثغاء أي به أو بها ثقل في الكلام (4) فمن كان حديثه خاليا من هذه الأدواء اللسانية كان فصيحا،
__________
(1) التعريفات للمناوي 2 / 148
(2) مختار الصحاح 1/247
(3) لسان العرب 1/ 119
(4) انظر لسان العرب مادة (لثغ) 8/ 448

الصفحة 375