كتاب تدريب الدعاة على الأساليب البيانية

لذا قالوا: الفصيح من لا يعتريه ثقل في اللسان ولا تكلف في البيان، وقالوا: البلاغة أن لا يبطئ ولا يخطئ!
ومن الحروف التي تدخلها اللثغة: القاف، والسين، واللام، والراء. فالقاف بنطقها طاءً كنطق قال: طال! والسين بنطقها ثاءً كنطق سمرة: ثمرة، واللام بنطقها ياءً كنطق لؤلؤ: يؤيؤ، والراء بنطقها ياءً أو غينا أو ذاءً أو ظاءً كنطق رجل: يجل! ونطق الرواية: غواية! وكان بعض الأذكياء ممن ابتلي باللثغ في الراء يجتنب الإتيان بلفظ فيه راء ويستبدله بلفظ مرادف، كاستخدام لفظ الحنطة أو القمح بدلا من البُر. قال الجاحظ: اللثغة في الراء تكون بالغين والذال والياء، والغين أقلها قبحا وأوجدها في كبار الناس وبلغائهم وأشرافهم وعلمائهم (1)
وإمام الفصحاء وسيد البلغاء هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد جمعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم وملك زمامها فانقادت له وهو القائل صلوات الله عليه: "بعثت بجوامع الكلم" (2) وفي رواية: "أعطيت مفاتيح الكلم" (3) وجوامع الكلم مفردها: الكلمة الجامعة، وهي: الموجزة لفظا المتسعة معنى، وهذا يشمل القرآن العظيم والسنة، لأن كل منها يقع فيها المعاني الكثيرة بالألفاظ القليلة.
وفي وصف خطابه وبلاغة بيانه قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «كان كلام النبي صلى الله عليه وسلم فصلا، يفهمه كل من سمعه» (4)
__________
(1) البيان والتبيين 1/15
(2) متفق عليه: خ: الجهاد والسير (2977) ، م: المساجد (523)
(3) خ: التعبير (6998)
(4) د: الأدب (4199) ، ت: المناقب (3572)

الصفحة 376