كتاب تدريب الدعاة على الأساليب البيانية

- وفي حديث ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قال قَال النَّبِيُّ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ: "الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَخَنَسَ الإِبْهَامَ فِي الثَّالثَةِ" (1)
- وقوله صلى الله عليه وسلم: " ... وكانت امرأة ترضع ابنا لها من بني إسرائيل، فمر بها رجل راكب ذو شارة، فقالت: اللهم اجعل ابني مثله، فترك ثديها وأقبل على الراكب فقال: اللهم لا تجعلني مثله! ثم أقبل على ثديها يمصه. قال أبو هريرة: كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يمص أصبعه" (2)
ففي هذه الأحاديث مشروعية استخدام الإشارة أثناء الخطبة والفتوى والتعليم وأن ذلك مما يعين الخطيب والمعلم على إيصال ما يقوله إلى المستمع في صورة جلية ليسهل استيعابه وفهمه، وأن أكثر الإشارة ينبغي أن تكون باليدين والكفين والأصابع لأنها موضع ذلك في الأغلب وعلى جاري عادة الناس.
وينبغي عدم الإكثار من الإشارة كي لا يخرج عن حد الوقار، بل التوسط أعدل الأحوال، وفي حديث عمارة بن رويبة رضي الله عنه قال: «لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا وأشار بأصبعه المسبحة» (3) .
والإشارة كما تكون باليد والأصابع تكون أيضا بالعين والرأس كما مر معنا قبل قليل، ومما يذكره الحذاق في إشارات العين: ((أن العين المفتوحة تمثل الغيظ أو الخوف أو الإعجاب، والعين المغلقة تشير إلى التواضع أو البغضاء، والنظر الشزر يترجم عن الاحتقار والاستهانة، والعين المتحركة يمينا وشمالا تنبئ
__________
(1) متفق عليه خ: الصوم (1908) واللفظ له، م: الصيام (1080)
(2) متفق عليه: خ: أحاديث الأنبياء (3436) ، م: البر والصلة (2550)
(3) م: الجمعة (874)

الصفحة 394