كتاب تدريب الدعاة على الأساليب البيانية

فَرُبَّ مُبَلغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ فَلا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ" (1)
- وحديث عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَال: "خَرَجَ رَسُول اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ فَقَال: "أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُل يَوْمٍ إِلى بُطْحَانَ أَوْ إِلى العَقِيقِ فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلا قَطْعِ رَحِمٍ" فَقُلنَا: يَا رَسُول اللهِ نُحِبُّ ذَلكَ. قَال: "أَفَلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلى المَسْجِدِ فَيَعْلمُ أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَل خَيْرٌ لهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ وَثَلاثٌ خَيْرٌ لهُ مِنْ ثَلاثٍ وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لهُ مِنْ أَرْبَعٍ وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنْ الإِبِل" (2) ومثل هذا في السنة النبوية كثير.
د- الإمساك بعصا أو نحوها، فهو من السنة قال القرطبي: ((الإجماع منعقد على أن الخطيب يخطب متوكئا على سيف أو عصا فالعصا مأخوذة من أصل كريم ومعدن شريف ولا ينكرها إلا جاهل وقد جمع الله لموسى في عصاه من البراهين العظام والآيات الجسام ما آمن به السحرة المعاندون واتخذها سليمان لخطبته وموعظته وطول صلاته وكان ابن مسعود صاحب عصا النبي صلى الله عليه وسلم وعنزته وكان يخطب بالقضيب وكفى بذلك فضلا على شرف حال العصا وعلى ذلك الخلفاء وكبراء الخطباء وعادة العرب العرباء الفصحاء اللسن البلغاء أخذ المخصرة والعصا والاعتماد عليها عند الكلام وفي المحافل والخطب وأنكرت الشعوبية على خطباء العرب أخذ المخصرة والإشارة بها إلى المعاني والشعوبية تبغض العرب وتفضل العجم)) (3)
__________
(1) متفق عليه: خ: الحج (1741) ، م: القسامة (1679)
(2) م: صلاة المسافرين (803)
(3) الجامع لأحكام القرآن 11 / 188 – 189

الصفحة 397