كتاب أثر التوجيه الشرعي في الدلالة اللغوية لبعض المناهي اللفظية

والذي يظهر أنّ (القُبَعة) عربية الأصل؛ لأنها تقبع صاحبها، أي: تستره، يقال: قبَع الرجُل رأسه في جيبه: أدخله فيه، ومنه في حديث الأذان: «فذكروا له القُبَع» (1) .
كما يظهر أن هناك تقاربا كبيرا في الأصل اللغوي الدلالي لـ (القُبُوع) ، والذي يعني: إدخال الإنسان رأسه في قميصه أو ثوبه - كما مر -، وبين المعنى العسكري الشايع حاليّا، والذي يعني: غطاء الرأس بما يشبه (البريه) ، مع بروز في المقدمة. والجامع بين الدلالتين: اتحاد الموضع وهو الرأس. أما الاختلاف فهو في كيفية الوضع، أهو إدخال رأس في ثوب ونحوه، أم إدخال (القُبُوع) في الرأس وجعله أعلاه؟.
كما يُلحظ أنّ تغيير حركة حرف الباء من التخفيف إلى التشديد (القُبُّوع) ، فقد أخرج هذه اللفظة عن الأوزان المعروفة عن العرب؛ إذ لا يوجد وزن (فُعُّول) .
__________
(1) المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث: 2/656- 657.
* القِيافَة:
تُعتبر لفظة (القِيافة) من المشترك اللفظي، الذي يكون بلفظ واحد وله دلالتان، إذ إن المعنى الدلالي لأصل (القيافة) حِرْفة القائف الذي يُحسن معرفة الأثر وتتبَّعَه (2) . أما المعنى الدلالي العسكري لها، فهو الزي والهيئة (3) . والجامع بين الدلالتين الأصلية والفرعية: الإجادة والظهور وحُسْن المظهَر، خاصة في اكتساب (القيافة) معنى الزي والهيئة، والذي أفادته اللغة الفارسية (Kiafet)
__________
(2) الدخيل في الفارسية: 125، وقاموس المصطلحات اللغوية والأدبية: 322.
(3) المعجم الوسيط: 2/766.

الصفحة 474