كتاب أثر التوجيه الشرعي في الدلالة اللغوية لبعض المناهي اللفظية

وتمجْنق) ، ولكنهم إذا اشتقوا من الأعجمي خلّطوا فيه؛ لأنه ليس من كلامهم فاجترءوا عليه فغيروه، وذلك أن الميم وإن كانت هنا أصلا فإنها قد تكون في غير هذه الكلمة زائدة، فشبّهت بالزائد فحذفت عند اشتقاقهم الفعل)) (1) . والسبب في ذلك: أن الكلمة أعجمية، والعرب قد تخلّط في اشتقاقها من الأعجمية؛ لأنها ليست من كلامهم (2) .
__________
(1) المنصف:153
(2) الممتع في التصريف: 1/253، واللباب: 2/254 –255
* المِنصّة:
من المألوف في مقام التشريفات العسكرية وما شاكلها: الوقوف في (المِنَصّة) ، والتي هي في أصل وضعها: كرسي مرتفع أو سرير يُعدّ للخطيب ليخطب، أو للعروس لتُجلى، وقد يُزيّن بثياب وفُرُش. يقال: وُضع فلان على المِنَصّة: إذا افتُضح وشُهر (3) .
ويقابل المِنَصّة في اللغة الفارسية لفظة: (Estrade) ، بمعنى: مِنصّة ومِرْقاة (4) .
والملاحظ هنا: أن (المنصة) قد أخذت تطوّرا دلاليا في العصر الحديث، إذ هي موطن التشريف والتكريم والتعظيم، لا الفضيحة والتشهير، وحُق لها ذلك؛ إذ هي شبيهة بالناصية، والتي هي: شعَر مُقَدّم الرأس (الجبهة) (5) ، وكلاهما
__________
(3) المعجم الوسيط: 2/926، واللسان (نصص) : 7/97، والتوقيف على مهمات التعاريف: 317.
(4) التعريب في القديم والحديث: 185.
(5) تفسير الخازن: 4/ 449، والتفسير الكبير: 11/225.

الصفحة 481