كتاب دلائل النبوة للبيهقي محققا (اسم الجزء: 3)
بَابُ غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ [ (1) ] وَهِيَ غَزْوَةُ مُحَارِبِ خَصَفَةَ [ (2) ] مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ مِنْ غَطَفَانَ
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ- رَحِمَهُ الله-: وَهِيَ بَعْدَ خَيْبَرَ لِأَنَّ أَبَا مُوسَى جَاءَ بَعْدَ خَيْبَرَ، وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ نَجْدٍ صَلَاةَ الْخَوْفِ وَإِنَّمَا جَاءَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامَ خَيْبَرَ.
قُلْتُ، وَكَذَلِكَ عَبْدُ اللهِ بن عمر، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم قبل نَجْدٍ فَذَكَرَ صَلَاةَ الْخَوْفِ وَإِجَازَتُهُ فِي الْقِتَالِ كَانَ عَامَ الْخَنْدَقِ.
إِلَّا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ زَعَمَ أَنَّ غَزْوَةَ ذَاتِ الرِّقَاعِ كَانَتْ فِي
__________
[ (1) ] سميت بذات الرقاع لأنهم رقّعوا فيها راياتهم، ويقال لشجرة هناك: «ذات الرقاع» ، وفي حديث أبي موسى: «إنما سميت بذلك لما كانوا يربطون أرجلهم من الخرق من شدة الحر» .
وقد وردت في طبقات ابن سعد (2: 61) ، وسيرة ابن هشام (3: 157) ، وأنساب الأشراف (1: 163) ومغازي الواقدي (1: 395) ، وصحيح مسلم بشرح النووي (12: 17) ، وتاريخ الطبري (2: 555) ، وصحيح البخاري (5: 113) ، وابن حزم ص (182) ، وعيون الأثر (2: 72) ، والبداية والنهاية (4: 83) ، والنويري (17: 158) ، والسيرة الحلبية (2: 353) .
[ (2) ] في هذه الغزاة أتى رجل من بني محارب بن خصفة ليفتك بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم، وشرط ذلك لقومه ...
الصفحة 369