كتاب المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح (اسم الجزء: 3)
فَقُلْتُ: أَنَا أُحَدِّثُكُمْ, حَدَّثَنِي أَنَسُ بن مَالكٍ, أَنَّ نَفَرًا مِنْ عُكْلٍ ثَمَانِيَةً.
وقَالَ مُوسَى, عَنْ وُهَيْبٌ: كَانُوا فِي الصُّفَّةِ.
قَالَ أَبُو رَجَاءٍ: قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعُوهُ عَلَى الْإِسْلاَمِ, فَاسْتَوْخَمُوا الأَرْضَ, فَسَقِمَتْ أَجْسَامُهُمْ, فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ سَعِيدٌ: فَقَالَوا: يَا رسولَ الله, إِنَّا كُنَّا أَهْلَ ضَرْعٍ وَلَمْ نَكُنْ أَهْلَ رِيفٍ.
قَالَ أَبُو رَجَاءٍ: قَالَ: «أَفَلاَ تَخْرُجُونَ مَعَ رَاعِينَا فِي إِبِلِهِ فَتُصِيبُونَ مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا (¬1)»، قَالَوا: بَلَى, فَخَرَجُوا فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا فَصَحُّوا, فَقَتَلُوا رَاعِيَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاطَّرَدُوا النَّعَمَ, فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلَ فِي آثَارِهِمْ, فَأُدْرِكُوا, فَجِيءَ بِهِمْ, فَأَمَرَ بِهِمْ فَقُطِّعَتْ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ, ثُمَّ نَبَذَهُمْ فِي الشَّمْسِ حَتَّى مَاتُوا.
وَقَالَ أَيُّوبُ عَنْهُ, عَنْ أَنَسٍ: أُتيَ بِمَسَامِيرَ فَأُحْمِيَتْ فَكَحَلَهُمْ بِهَا.
زَادَ ثَابِتٌ: فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ مِنْهُمْ يَكْدِمُ الْأَرْضَ بِلِسَانِهِ حَتَّى يَمُوتَ.
وَقَالَ شُعْبَةُ, عَنْ قَتَادَةَ: يَعَضُّونَ الْحِجَارَةَ.
وَقَالَ أَيُّوبُ, عَنْ أبِي قِلاَبَةَ: وَمَا حَسَمَهُمْ ثُمَّ أُلْقُوا فِي الْحَرَّةِ يَسْتَسْقُونَ فَمَا سُقُوا حَتَّى مَاتُوا.
قال: فَمَا يُسْتَبْطَأُ مِنْ هَؤُلَاءِ, قَتَلُوا النَّفْسَ, وَسَرَقُوا, وَحَارَبُوا الله وَرَسُولَهُ, وَخَوَّفُوا رَسُولَ الله، وَسَعَوْا فِي الْأَرْضِ فَسَادًا.
¬_________
(¬1) قدم في نسخة وأخر في أخرى: أبوالها وألبانها.
الصفحة 21