كتاب أخبار مكة للفاكهي (اسم الجزء: 3)

§ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَلِبَنِي عَبْدِ مَنَافٍ يَقُولُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزِّبَعْرَى، وَهُوَ يَذْكُرُ مَوْضِعَهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ، وَيَصِفُ إِقْدَامَهُمْ وَرِحْلَتَهُمْ، فَقَالَ:
[البحر الوافر]
وَنَوْفَلُ وَالْمَحَارِمُ قَدْ تَوَلَّوْا ... لِمَجْدٍ لَا أَجَدُّ وَلَا سَنِيدُ
-[300]- فَلَهُمْ دَارُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، عِنْدَ مَوْضِعِ دَارِ الْقَوَارِيرِ الْمُلَاصِقَةِ بِالْمَسْجِدِ كَانَتْ فِي أَصْلِهِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَدَخَلَتْ فِيهِ حِينَ وَسَّعَ الْمَهْدِيُّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَكَانَ مَوْضِعُهَا رَحْبَةً بَيْنَ يَدَيِ الْمَسْجِدِ، فَأُقْطِعَتْ تِلْكَ الرَّحَبَةُ جَعْفَرَ بْنَ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ، فَبَنَاهَا لَهُ حَمَّادٌ الْبَرْبَرِيُّ بِالرُّخَامِ وَالْفُسَيْفِسَاءُ مِنْ خَارِجِهَا، وَبَنَى بَاطِنَهَا بِالْقَوَارِيرِ الْأَصْفَرِ وَالْأَخْضَرِ
2127 - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَعْنِيُّ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ الرَّهِينِ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ بَعْضِ نِسَائِهَا أَنَّهَا قَالَتْ: أَشْرَفْتُ مِنْ حَقٍّ لِآلِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ فِي نِسْوَةٍ، فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ §كُتِبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيُ فَاسْعَوْا " وَكَانَتْ عِنْدَهَا بِئْرٌ جَاهِلِيَّةٌ يُسْقَى مِنْهَا الْحَاجُّ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فِيمَا يُقَالُ، فَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ فِي ذَلِكَ: يَتَمَدَّحُ عَدِيَّ بْنَ نَوْفَلٍ، وَيُقَالُ قَائِلُ ذَلِكَ: مَطْرُودُ بْنُ كَعْبٍ الْخُزَاعِيُّ:
[البحر الطويل]

-[301]- فَمَا النِّيلُ يَأْتِي بِالسَّفِينِ يَكُبُّهُ ... بَأَجْوَدَ سَيْبًا مِنْ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ
وَأَنْبَطَتَّ بَيْنَ الْمَشْعَرَيْنِ ... سِقَايَةً لِحُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ أَفْضَلَ مَنْهَلِ
2128 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقِدَاحُ مَوْلَى بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ يُقَالُ لَهُ: سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: " §أَدْرَكْتُ سِقَايَةَ عَدِيٍّ هَذِهِ يُسْقَى عَلَيْهَا اللَّبَنُ وَالْعَسَلُ وَكَانَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ تَزَوَّجَ بِنْتَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا فَسَمَّاهُ عَلِيًّا، وَكَانَ إِذَا رَآهُ قَالَ: هَذَا ابْنُ السَّقَّائِينَ وَكَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ مَنَعَهُ أَنْ يَحْفِرَ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُ بَعْدُ فَقَالَ عَدِيٌّ:
[البحر الطويل]
مَتَى يَدْعُ مَوْلَايَ مَوَالِيكَ ... يَكْفِنِي مَتَى أَدْعُ مَوْلَى نَوْفَلٍ غَيْرَ وَاحِدٍ
مَتَى أَدْعُ عَوَّامًا وَيَأْتِ ابْنُ أُمِّهِ ... حِزَامٌ، فَمَوْلَى نَوْفَلٍ غَيْرُ مُفْرَدِ
تَرَى أَسَدًا حَوْلِي تَجِدُّ رِمَاحُهَا ... وَيَأْتُوكَ أَفْوَاجًا عَلَى غَيْرِ مَوْعِدِ
بَنِي أُمِّنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ كَرِيهَةٍ ... وَمِنْ نَسْلِ شَيْخٍ مَجْدُهُ غَيْرُ مُقْعَدِ "
قَالَ: وَكَانَتْ لَهُمْ أَيْضًا دَارٌ دَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ يُقَالُ لَهَا: دَارُ بِنْتِ قَرَظَةَ
2129 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، قَالَ: " فَيَنْزِلُ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مِنَ -[302]- الصَّفَا حَتَّى §إِذَا جَاءَ بَابَ بَنِي عَبَّادٍ سَعَى حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى الزُّقَاقِ الَّذِي يَسْلُكُ بَيْنَ دَارِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَدَارِ بِنْتِ قَرَظَةَ " وَكَانَتْ لَهُمُ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ لِلْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ، الَّتِي بَيْنَ دَارِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَدَارِ ابْنِ عَلْقَمَةَ، وَفِي دَارِ ابْنِ عَلْقَمَةَ حَقٌّ لِآلِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، كَانَ خَاصَمَ فِيهَا إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ أَسَدُ الْحِجَازِ، فَدَارُ ابْنِ عَلْقَمَةَ فِي أَيْدِي وَلَدِهِ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا يَحُوزُونَهَا، وَلَهَا بَابٌ وَمِصْرَاعَانِ

الصفحة 258