كتاب أخبار مكة للفاكهي (اسم الجزء: 3)

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّ مُجَاهِدًا أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ لَيْلَةَ عَرَفَةَ الَّتِي قَبْلَ يَوْمِ عَرَفَةَ إِذْ §سَمِعْنَا حِسَّ الْحَيَّةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْتُلُوهَا " فَدَخَلَتْ فِي شِقِّ جُحْرٍ، فَأُتِيَ بِسَعَفَةٍ فَأَضْرَمَ فِيهَا نَارًا، فَأَدْخَلْنَا عُودًا فَقَلَعْنَا عَنْهَا بَعْضَ الْحِجَارَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعُوهَا فَقَدْ وَقَاهَا اللهُ شَرَّكُمْ وَوَقَاكُمْ شَرَّهَا "
وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ عَطَاءٌ: " §وَكُلُّ عَدُوٍّ لَكَ لَمْ يُذْكَرْ قَتْلُهُ، فَاقْتُلْهُ وَأَنْتَ حَرَامٌ " قَالَ: قُلْتُ لَهُ: الْعُقَابُ فَإِنَّهَا تَخْطَفُ زَعَمُوا حَمْلَ الضَّأْنِ؟ قَالَ " اقْتُلْهَا " قُلْتُ: فَالصَّقْرُ وَالْحُمَيْمِيقُ فَإِنَّهُمَا يَأْخُذَانِ حَمَامَ الْمُسْلِمِينَ؟ قَالَ: " فَاقْتُلْ " قَالَ: وَأَقْتُلُ الْبَعُوضَ وَالدَّوَابَّ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: " وَاقْتُلِ الذِّئْبَ فَإِنَّهُ عَدُوٌّ " وَقَالَ عَطَاءٌ: " وَاقْتُلِ الْوَزَغَ فَإِنَّهُ كَانَ يُؤْمَرُ بِقَتْلِهِ، وَاقْتُلِ الْجَانَ ذَا الطُّفْيَتَيْنِ فَإِنَّهُ يُؤْمَرُ بِقَتْلِهِ "
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ أَنَّ ابْنَ الْمُسَيِّبِ أَخْبَرَهُ أَنَّ أُمَّ شَرِيكٍ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا " §اسْتَأْمَرَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَتْلِ الْوُزْغَانِ، فَأَمَرَهَا بِقَتْلِهَا " وَأُمُّ شَرِيكٍ إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ

الصفحة 380