كتاب أخبار مكة للفاكهي (اسم الجزء: 3)

1737 - حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَفِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مِسْكِينٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: إِنَّهُ " رَأَى مَعْبَدًا وَهُوَ غُلَامٌ صَغِيرٌ قَدْ شَدَّ إِزَارَهُ زَمَنَ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ الْمُرِّيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ تَغَنَّى، فَضَيَّقَ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنْ مُغَنِّي الْمَدِينَةِ، فَغَنَّى الثَّقِيلُ، وَكَانَ §أَخَذَ الْغِنَاءَ -[29]- عَنْ جَمِيلَةَ قَيْنَةٍ كَانَتْ بِالْمَدِينَةِ قَالَ: وَابْنُهُ كَرْدَمُ بْنُ مَعْبَدٍ الَّذِي غَنَّى:
[البحر الطويل]

رَأَيْتُ زُهَيْرًا تَحْتَ كَلْكَلِ خَالِدٍ ... فَأَقْبَلْتُ أَسْعَى كَالْعَجُولِ أُبَادِرُ
وَكَانَ ابْنُ سُرَيْجٍ وَاسْمُهُ: عُبَيْدٌ، وَكَانَ يُكَنَّى أَبَا يَحْيَى، مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ غِنَاءً، وَكَانَ مُرْتَجِلًا يُوقِعُ بِقَضِيبِهِ، وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى ابْنِ جَعْفَرٍ لَازِمًا لَهُ، وَهُوَ الَّذِي غَنَّى:
[البحر الطويل]

تُقَرِّبُنِي الشَّهْبَاءُ نَحْوَ ابْنِ جَعْفَرٍ ... سَوَاءٌ عَلَيْهَا لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا
-[30]- وَكَانَ صَدِيقًا لِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَهُوَ ابْنُ الْعَوَّامِ، وَهُوَ الَّذِي غَنَّى:
[البحر الرمل]

حَمْزَةُ الْمُبْتَاعُ بِالْمَالِ النَّدَى ... وَيَرَى فِي بَيْعِهِ أَنْ قَدْ غَبَنَ
وَقَالَ رَجُلٌ لِابْنِ سُرَيْجٍ: كَلِّمْ لِي حَمْزَةَ يُسْلِفُنِي أَلْفَ دِينَارٍ، فَكَلَّمَهُ قَالَ: فَأَعْطَاهُ أَلْفًا لِلرَّجُلِ، وَأَعْطَى ابْنَ سُرَيْجٍ أَلْفًا أُخْرَى هِبَةً لَهُ قَالَ: وَأَعْطَى الْأَحْوَصَ الشَّاعِرَ مِائَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ يُغَنِّيَ أَشْعَارَهُ، فَفَعَلَ ثُمَّ إِنَّ ابْنَ أَبِي عَتِيقٍ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ، فَانْحَدَرَ مَعَهُ ابْنُ سُرَيْجٍ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَأَسْمَعُوهُ غِنَاءَ مَعْبَدٍ، فَقَالُوا: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: إِنْ عَاشَ كَانَ مُغَنِّي بِلَادِهِ "
1738 - حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَفِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ، قَالَ: قَالَ أَبُو مِسْكِينٍ: " §وَكَانَ الْغَرِيضُ مَوْلًى لِلْعَبِلَاتِ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ لِلثُّرَيَّا وَأَخَوَاتِهَا بَنَاتِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ الْأَصْغَرِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ قَالَ: وَكَانَ خَادِمًا لِابْنِ سُرَيْجٍ، فَأَخَذَ عَنْهُ الْغِنَاءَ، فَلَمَّا رَأَى ابْنُ -[31]- سُرَيْجٍ ظُرْفَهُ، حَسَدَهُ، فَطَرَدَهُ قَالَ: فَأَتَى مُولِيَاتِهِ، فَشَكَى ذَلِكَ إِلَيْهِنَّ، فَقُلْنَ لَهُ: هَلْ لَكَ أَنْ تَنُوحَ بِالْمَرَاثِي؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ فَأَسْمَعْنَهُ الْمَرَاثِيَ: فَغَنَّى عَلَيْهَا فَغِنَاؤُهُ يُشْبِهُ الْمَرَاثِيَ "
قَالَ أَبُو مِسْكِينٍ: فَحَدَّثَنِي أَبُو قَبِيلٍ مَوْلًى لِأَهْلِ الْغَرِيضِ أَنَّهُ " §شَهِدَهُ فِي جِنَازَةِ بَعْضِ أَهْلِهِ قَالَ: فَأَمَرُوهُ بِالْغِنَاءِ، فَقَالَ: هُوَ ابْنُ الْفَاعِلَةِ، فَقَالَ مَوْلَاهُ: أَنْتَ وَاللهِ ابْنُ الْفَاعِلَةِ قَالَ: أَكَذَاكَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَأَنْتَ وَاللهُ أَعْلَمُ قَالَ: فَغَنَّى صَوْتًا قَدْ كَانَتِ الْجِنُّ نَهَتْهُ عَنْهُ، وَهُوَ قَوْلُهُ:
[البحر الطويل]
وَيَشْرَبُ لَوْنَ الرَّازِقِيِّ بَيَاضُهُ ... إِذَا زَعْفَرَانٌ خَالَطَ الْمِسْكَ رَادِعُهْ
قَالَ: فَوَثَبَ عَلَيْهِ وَاللهِ وَنَحْنُ نَنْظُرُ، فَمَاتَ "
__________
إسناده متروك

الصفحة 9